وأضفت قائلا: وسيد زهير الذي كان يحسن الصهيل.
فضحكت ضحكة خجلى وقالت: وينزلق في يوم المطر حتى نقع معا في بركة الطين.
فشاركتها الضحك قائلا: لأنك رفضت أن أجري على مهلي، وهززت رجليك بعنف فوق صدري لأجري.
وجاءت منيرة في تلك اللحظة فقالت: أريد أن أشارك في الفكاهة.
فقلت: ما تزال مني تذكر يوم وقعنا في بركة الطين وأنا أجري بها كالحصان.
فقالت: ووقفت أنا على الرصيف أبكي معكما، ما لكما تقفان هكذا بفنجانين فارغين؟ إذن لماذا تعبت في صنع هذه الفطائر؟
فسرنا إلى الركن وأخذت منيرة توزع علينا أصنافها، ولا أدري أكانت في الحقيقة ممتازة أم كانت سعادتي تجعلني ألذ كل شيء حولي، كان ضوء القمر بديعا ورفيف النسيم منعشا وكل ما تذوق شهيا، وكان الحديث فوق هذا كله فكها ممتعا بفضل حضور منى وإشارات أختي وخفة روحها.
وكانت الساعة التاسعة عندما استأذنت منى للعودة إلى منزلها، وأصرت في هذه المرة بعد تساهلها في عدة محاولات سابقة.
ونزلت لأسير معها حتى تركب، وكانت عربتها واقفة عند رأس الحارة على مقربة من ضريح أبي طاقية، وكان الطريق لحسن حظنا جافا على غير عادة.
ومددت ذراعي لها لتستند عليها، وأخذت كفها في يدي وضغطت ساعدها إلى صدري عند قلبي.
Page inconnue