Amir Omar Touson
الأمير عمر طوسون: حياته – آثاره – أعماله
Genres
ولد أميرنا العظيم - رحمه الله - في مدينة الإسكندرية، في يوم الأحد (5 رجب سنة 1291ه) الموافق (8 سبتمبر سنة 1872م)، وكان والده هو الأمير محمد طوسون باشا، نجل والي مصر العظيم المغفور له محمد سعيد باشا، ابن المغفور له محمد علي باشا الكبير، رأس الأسرة العلوية الكريمة، ومنشئ مصر الحديثة، ويعتبر أبوه من أعاظم أمراء البيت المالك في مصر.
وقد توفي والده الكريم والأمير لم يكمل من سنيه الرابعة؛ فكفلته جدته لأبيه خير كفالة، وعنيت بتربيته على أحسن الوجوه، هو وإخوته وأخواته الكرام. وقد تلقى سموه وهو في حداثته مبادئ العلوم على أيدي أساتذة مختارين، في قصر والده، فنشأ محبا للدرس، مولعا بالبحث، ولما شب عن الطوق سافر إلى سويسرا للعلم والتحصيل، فأكب على الاغتراف من مناهل المعرفة، ودرس في كبرى جامعاتها دراسة مستفيضة، حيث استكمل تعليمه، وغدا في أسمى درجات الكمال.
سياحاته إلى الخارج
وقد قام الأمير عمر بعد ذلك بعدة سياحات في البلدان الهامة من أوروبا؛ فنزع إلى بلاد الإنجليز، وفرنسا وغيرها للدراسة، ووقف خلال سياحاته على أسرار تقدم هذه الأمم في النواحي الاجتماعية، وانتفع بهذه الرحلة، بإحاطته بأسباب الحضارة العصرية السائدة في هذه الأمم، وتمييزه بين الغث والسمين فيها، وتدقيقه وبحثه في العوامل التي كفلت تفوقها الصناعي والعلمي والزراعي؛ مما أفاده في النهاية فوائد جزيلة، استغلها في التوجيه الذي كان يشير أو ينصح أن تتجه إليه البلاد، لاقتباس ما يلائم طبيعتها وبيئتها وتقاليدها منه، من دون أن تصطدم بقوميتنا التي كان يحرص سموه على الاستمساك بها!
اللغات التي كان يجيدها
وحين عاد الأمير عمر طوسون من رحلته، بعد أن اختمرت نفسه بالرؤية والدرس، تفاعلت مشاهداته مع ما كان يعتمل في صدره من الرغبات القوية لخدمة بلاده؛ فبعثت فيه عقلا صقلته مباهج المعرفة، وهمة وثابة تحفزها حماسة الشباب إلى عظائم الأمور، وسعة إدراك بالمشكلات الكبرى التي تشغل أذهان المفكرين في العالم المتمدين، وجعلت منه كل هذه المواهب، مفكرا حصيفا، وألمعيا يشار إليه بالبنان.
وقد دفعته رغبته في الاطلاع، ومحبته للقراءة على إجادة عدة لغات حية، أهمها - فوق العربية - التركية والإنجليزية والفرنسية؛ مما ينم على سعة دائرة المعارف التي كان يحيط بها، ويقف منها على كل نافع ومفيد.
اقترانه وأنجاله
وفي 14 أغسطس من سنة 1898، عندما ناهز الأمير عمر طوسون السادسة والعشرين من عمره، تزوج بإحدى كريمات المغفور له الأمير حسن باشا نجل الخديوي العظيم المغفور له إسماعيل. وقد أنجب من البنين «النبيل سعيد طوسون» في 7 يناير سنة 1901، و«النبيل حسن طوسون» في أول ديسمبر سنة 1901، و«النبيلة أمينة طوسون» في 2 فبراير سنة 1903، «والمغفور لها النبيلة عصمت طوسون» في 17 مارس سنة 1904. وقد سهر سموه على تعليمهم وتثقيفهم بما يتفق وما هو عليه من سمو الهمة، وعالي الإدراك، وبما يطابق طالعهم السعيد، حتى غدا كل منهم - لا سيما نجليه الكريمين - خير خلف لأحسن سلف - أو كما يعبرون - «هذا الشبل من ذاك الأسد!»
عادات الأمير ورحلاته وهوايته
Page inconnue