لله عليه وآله كان إذا سافر حمل معه خمسه أشياء المرآة والمكحلة والمدرى والسواك والمشط وفي رواية أخرى والمقراض أقول واعلم أن اتخاذ الآلات في الاسفار إنما هي بحسب حال ذلك السفر وبحسب حال الانسان وبحسب الأزمان فإن سفر الصيف ما هو مثل سفر الشتاء وسفر الضعفاء هو كسفر الأقوياء ولا سفر الفقراء كسفر الأغنياء ولكل انسان حال في أسفاره يكون بحسب مصلحته ومساره ويساره والمهم في حمل الآلات واتخاذ الرفقاء في الطرقات أن يكون قصد المسافر بهذه الأسباب امتثال أوامر سلطان الحساب والعمل بمراسم الآداب وحفظ النفس على مولاها الذي خلقها له في دنياها واخراها أقول وإياه ان يتعلق قلبه عند الاستعداد بالعدة والاجناد مع ترك التوكل على سلطان الدنيا والمعاد فيكون قال الله جل جلاله ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت وليتم مدبرين ولا يعتمد على الآلات اعتماد فارغ القلب الخالق لها والمنعم بها والقادر على أن يغنى كثير منها بل يكون القلب متعلقا على الله جل جلاله ومشغولا به جل جلاله عنها ليكون كما قال جل جلاله ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ امره فيقوى الله جل جلاله قلبه ويشد إزره ويكمل نصره * (الفصل الثالث فيما نذكره من اعداد الطعام للأسفار وما يتصل به من الآداب والأذكار) * روينا بإسنادنا إلى أحمد بن محمد بن خالد البرقي من كتاب المحاسن باسناده إلى أبي عبد الله (ع) عن آبائه (ع) عن أمير قوله المؤمنين (ع)
Page 55