أنبأنا أبو محمد بن صابر، أنا سهل بن بشر، أنا علي بن بقاء الوراق إجازة، أنا المبارك بن سالم، أنا الحسن بن رشيق، نا يموت بن المزرَّع، نا أبو مسلم بن عبد الله بن مسلم، عن أبيه، قال: بصرت أم ولد لهشام بن عبد الملك بولد لها لهشام، فرأتهم على غاية البهاء والطلل، وكانت الجارية شاعرة أديبة، فأنشأت تقول " من الرجز ":
إذا خلطنا ماءَنا بمائهمْ ... جاؤوك كالياقوت في صفاتهمً
وحُمدوا في فعلهم وَرائِهم ... ونسبوا العبد إلى آبائهم
فهذه الصفة من أنبائهم
" منصور النمري "
أخبرنا المرزباني، قال: حدثني أبو عبد الله الحكيمي، قال: حدثني يموت بن المزرَّع، قال: حدثني أبو عثمان لجاحظ، قال: كان منصور النمري ينافق الرسيد، ويذكر هارون في شعره، ويُريه أنه من وجوه شيعته، وباطنه ومراده بذلك أمير المؤمني ﵇، لقول النبي صلّى الله عليه وآله: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " إلى أن وشى عنده بعض أعدائه " وهو العتّابي " فقال: يا أمير المؤمنين، هو والله الذي يقول: " من الوافر ":
متى يشفيك دمعك من هُمولِ ... ويبردُ ما بقلبك من غليلِ
وأنشده أيضًا " من المنسرح ":
شاءٌ من الناسِ راتعٌ هاملْ ... يعلِّلون لبنفوس بالباطلْ
ومنصور يصرِّح في هذه القصيدة بالعجائب، فوجَّه الرشيد رجل من فزارة، وأمره أن يضرب عنق منصور حيث تقع عينه عليه.
فقدم الرجل رأس عين بعد موت منصور بأيام قلائل.
" المُلَحُ والنَّوادر "
حدثنا أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير، حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي، حدثنا أبو بكر محمد بن المزرَّع، يموت، من حفظه، حدثنا محمد بن يحيى الأزدي، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد بن أبي عَروبة، عن قَتادة، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: " كلُّ مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟ ".
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عمر بن عبد العزيز الهاشمي، حدثني جدِّي أبو محمد عبد العزيز محمد بن إبراهيم بن الواثق بالله، حدثنا أبو بكر يموت بن المزرَّع بن يموت بن موسى العبدي " سنة اثنين وثلاثمائة " حدثنا محمد بن يحيى الأزدي، حدثنا حفص بن عمر الحوضي، عن الحسن بن عجلان، عن الزبير بن حريث، عن عكرمة، قال: أحسبه عن ابن عباس، قال: ما صرف الله تعالى سليمان عن الهدهد أن يذبحه إلاَّ ببرِّ الهدهد بأمه.
قال يموت بن المزرَّع: قال لي سهل بن صَدَقَة يومًا، وكان بيننا مداعبة: ضربك الله باسمك. فقلت له مسرعًا: أحوجك الله إلى اسم أبيك.
قال ابن المزرَّع: حدثني من رأى قبرًا بالشَّام عليه مكتوب: " لا يغترَّن أحد بالدُّنيا، فإني ابن مَن كان يطلق الريح إذا شاء، ويحبسها إذا شاء ". وبحذائه قبر عليه مكتوب: " كذب الماصُّ بَظْرَ أمه، لا يظن أحد أنه ابن سليمان بن داود ﵉، إنما هو ابن حدَّاد، يجمع الريح في الزِّقِّ، ثم ينفخ بها الجمر ".
قال: فما رأيت قبلهما قبرين يتشاتمان، والله أعلم.
عن يموت بن المزرَّع، قال: أراد أبو العباس ثعلب أن يرحل إلى أبي حاتم السِّجستاني في البصرة، فبلغه أن أبا حاتم انتشر ذكره يومًا، لمَّا رأى جماعة المُردِ يكتبون في مجلسه؛ فرآه غلام منهم، فقال له: أصلحك الله، أيُّ لام هذه؟ قال: لام كي يا بُنيَّ، فلم يخرج أبو العباس إليه.
أخبرنا أبو الفرج الأصبهاني، قال: أخبرنا أبو بكر يموت بن المزرَّع، قال: سمعت أبا عثمان الجاحظ، يحدث: أنه رأى حجَّامًا بنسيئةٍ إلى الرَّجعة، لشدة إيمانه بها.
حدثنا يموت بن المزرَّع، قال: قال المأمون: ما هُجي إبراهيم بن المهديُّ فيما ادَّعاه، على كثرة هجائه، بأَشدَّ من قول الجاحظ فيه: هو خليفةٌ، إذا خطب رأى آخر عمله.
أخبرنا الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن إبراهيم الأنباري، قال: قال لنا يموت بن المزرَّع بن يموت بن عبدوس ابن سيار بن المزرَّع بن الحارث بن ثعلبة بن عمرو بن ضمرة بن دلهاث يبن وديعة ابن بكر بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دُعمي بن جديلة بن أسد ابن ربيعة بن نزار:
1 / 11