القراءات وأثرها في علوم العربية

Mohammed Salim Muhaysin d. 1422 AH
76

القراءات وأثرها في علوم العربية

القراءات وأثرها في علوم العربية

Maison d'édition

مكتبة الكليات الأزهرية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٤ هـ - ١٩٨٤ م

Lieu d'édition

القاهرة

Genres

العراق، والشام، وعلى «القبطية» في مصر، وعلى «البربرية» في بلاد المغرب، وعلى «الفارسية» في بعض بقاع مملكة فارس القديمة (١). فان قيل: ما هي الصفات التي تتميز بها اللهجة؟ أقول: لعلها تنحصر في الأصوات، وطبيعتها، وكيفية صدورها. اذا فالفرق الذي يفرق بين لهجة واخرى هو بعض الاختلاف الصوتي في غالب الاحيان مثل: ا- الاختلاف في مخرج بعض الاصوات اللغوية: ب- الاختلاف في مقاييس بعض اصوات اللين، مثل: الحركات الطويلة، والحركات القصيرة (٢). ح- الاختلاف في قوانين التفاعل بين الاصوات المتجاورة حين يتأثر بعضها ببعض. فان قيل: ما هو المقصود من اللهجات العربية القديمة؟ اقول: ليس المراد من ذلك تلك النقوش التي عثر عليها في شمال شبه الجزيرة العربية في العهود التي سبقت الادب الجاهلي منذ زمن بعيد، بل المقصود هو تلك اللهجات التي نقل الينا طرف منها في كتب اللغة، والادب، والتاريخ، الممثلة في شعرهم، ورجزهم، ونثرهم الخ والتي كانت ذات صفات خاصة تتميز بها القبائل العربية قبيل ظهور الاسلام. فان قيل: نريد ان تبين أثر «القراءات» في اللهجات العربية القديمة؟ أقول: هذا الاثر واضح وجلي كل الوضوح. ولكن لا يستطيع ان يعرف ذلك، ويكتشفه الا من رزقه الله بسطة في علوم العربية، مع قراءات القرآن الكريم. وهذا الاثر يتجلى في العديد من الامور، اذكر منها ما يلي: ١ - لقد كان للقرآن الكريم، وقراءاته الاثر الواضح في تهذيب لهجات

(١) انظر: المقتبس من اللهجات العربية والقرآنية د. محمد محسن ص ٩ ط القاهرة. (٢) يوجد صوت اللين الطويل في الحركات الثلاث: الفتحة، والكسرة، والضمة، حالة اشباعها. ويوجد صوت اللين القصير عند عدم اشباعها.

1 / 81