المقدمة في فقه العصر
المقدمة في فقه العصر
Maison d'édition
الجيل الجديد ناشرون
Numéro d'édition
الثانية
Année de publication
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م
Lieu d'édition
صنعاء
Genres
= الله ﷺ فقال: ما كان حديث بلغني عنكم. قال له فقهاؤهم أما ذوو آرائنا يا رسول الله فلم يقولوا شيئا وأما أناس منا حديثة أسنانهم فقالوا يغفر الله لرسول الله ﷺ يعطي قريشا ويترك الأنصار وسيوفنا تقطر من دمائهم، فقال رسول الله ﷺ «إني أعطي رجالا حديث عهدهم بكفر أما ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعون إلى رحالكم برسول الله ﷺ فوالله ما تنقلبون به خير مما ينقلبون به. قالوا: بلى يا رسول الله قد رضينا. فقال لهم: إنكم سترون بعدي أثرة شديدة، فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله ﷺ على الحوض. قال أنس: فلم نصبر. (١) - قولنا «لأن بني إسرائيل ..» دليله الحديث المتفق عليه (البخاري برقم ٣٤٥٥، ومسلم برقم ٤٨٧٩) واللفظ للبخاري عن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ قال: كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون. قالوا: فما تأمرنا؟ قال: فوا ببيعة الأول فالأول، أعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم. (٢) - حديث «إنا معشر الأنبياء لا نورث» أخرجه مالك في الموطأ برقم ١٨٠٢، وأخرجه الشيخان في مواضع متعددة منها برقم ٣٠٩٣ عند البخاري ومسلم برقم ٤٦٧٦، أن مالك بن أوس قال: أرسل إليّ عمر بن الخطاب، فجئته حين تعالى النهار -قال- فوجدته في بيته جالسا على سرير مفضيا إلى رماله متكئا على وسادة من أدم. فقال لي: يا مال إنه قد دف أهل أبيات من قومك وقد أمرت فيهم برضخ فخذه فاقسمه بينهم -قال- قلت لو أمرت بهذا غيري قال: خذه يا مال. قال: فجاء يرفا، فقال: هل لك يا أمير المؤمنين في عثمان وعبدالرحمن بن عوف والزبير وسعد؟ فقال عمر: نعم. فأذن لهم فدخلوا ثم جاء. فقال: هل لك في عباس وعلي؟ قال: نعم. فأذن لهما، فقال عباس: يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا الكاذب الآثم الغادر الخائن. فقال القوم: أجل يا أمير المؤمنين فاقض بينهم وأرحهم. فقال مالك بن أوس يخيل إلى أنهم قد كانوا قدموهم لذلك- فقال عمر: اتئدا، أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، أتعلمون أن رسول الله ﷺ قال «لا نورث، ما تركنا صدقة». قالوا: نعم. ثم أقبل على العباس وعلي فقال: أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمون أن رسول الله ﷺ قال «لا نورث، ما تركنا صدقة». قالوا: نعم. فقال عمر: إن الله جل وعز كان خص رسوله ﷺ بخاصة لم يخصص بها أحدا غيره، =
1 / 162