(ثم يجتمعون في موطن آخر يكون فيه مقام محمد صلى الله عليه وآله وهو المقام المحمود ، فيثني على الله تبارك وتعالى بما لم يثن عليه أحد قبله ، ثم يثني على الملائكة كلهم فلا يبقى ملك إلا أثنى عليه محمد صلى الله عليه وآله ، ثم يثني على الرسل بما لم يثن عليهم أحد قبله ، ثم يثني على كل مؤمن ومؤمنة ، يبدأ بالصديقين والشهداء ثم بالصالحين ، فيحمده أهل السماوات والأرض، فذلك قوله: عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ، فطوبى لمن كان له في ذلك المقام حظ ، وويل لمن لم يكن له في ذلك المقام حظ ولا نصيب ) . انتهى.
أما السنيون فكانوا قبل أن تقوى شوكة الحنابلة موافقين لمذهب أهل البيت عليهم السلام ، قال الرازي في تفسيره:11جزء21/31: قال الواحدي: أجمع المفسرون على أنه (المقام المحمود) مقام الشفاعة). انتهى. وهو ما يفهم من رواية البخاري:5/228 و:8 /184 ، وابن ماجة:1/ 239 ، وهو صريح: 4/365 رواية الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله(ص)في قوله: (عسىأن يبعثك ربك مقاما محمودا)وسئل عنها قال: هي الشفاعة ) . انتهى.
وأما الحنابلة فقد ردوا هذه الأحاديث الصحيحة وأشربوا في قلوبهم حب الإسرائيليات التي تصف الله تعالى بأنه يجلس علىالعرش والأنبياء عليهم السلام حوله فقالوا إن المقام المحمود أن الله تعالى يقعده على العرش إلى جنبه !
وقد وجدوا ما يتشبثون به من أقوال تلاميذ كعب الأحبار ، وما رواه عنه عمر من أن العرش يبقى منه أربعة أصابع تتسع لجلوس نبينا صلى الله عليه وآله !!
قال عالمهم ابن أبي عاصم في كتاب السنة ص305: (695 حدثنا أبو بكر ، ثنا ابن فضيل ، عن ليث ، عن مجاهد: عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا . قال يقعده معه على العرش ). انتهى.
Page 99