La mère du roman: Les Mille et Une Nuits dans les littératures du monde et une étude en littérature comparée
الرواية الأم: ألف ليلة وليلة في الآداب العالمية ودراسة في الأدب المقارن
Genres
أما ثالث شعراء البحيرة، روبرت سذي (1774-1843م) فعندنا قصيدته الطويلة «ثعلبة» التي كانت نتاج قراءاته في تراث المكتبة الشرقية، ومنها ألف ليلة وليلة.
وبالنسبة للشاعر الأشهر، اللورد بايرون، فله مجموعة كاملة من القصائد الطويلة، أطلق عليها مترجمه الدكتور محمد عناني اسم «حكاياته الشرقية»، وهي تشمل «عروس أبيدوس» التي أسماها «حكاية تركية»، و«القرصان» و«حصار كورينثة».
وكانت ألفة بايرون بالمؤلفات الشرقية وثيقة. ومما يروى عنه أن ناشره «جون مري» أبدى قلقه من أن بايرون - في إحدى قصائده - قد أورد اسم «قابيل» على لسان أحد المسلمين؛ فرد بايرون: «هل تظن أن أهل الجليل وحدهم هم من يعرفون آدم وإبراهيم وداود وحتى موسى ... لا شك أنك ستدهش إذا علمت أن «زليخا» هي الاسم الفارسي لزوجة «بوطيفار»، وأن هناك قصيدة طويلة عنها هي ويوسف بالفارسية.» وكان يقصد من ذلك أن تلك الشخصيات التي وردت في الكتاب المقدس، موجودة كذلك لدى المسلمين في كتابهم المقدس وعقيدتهم الإسلامية. وهذا ما يؤكد قول الدكتور عناني، في حواشيه على ترجمته لرائعة بايرون «دون جوان» من أن بايرون كان «شديد الإعجاب بالعقيدة الإسلامية ويكثر من الإشارة إليها.»
وفي الملحمة الشعرية الرائعة «دون جوان»، تخرج خيالات ألف ليلة وليلة من وعي بايرون في الفقرة التالية:
وعلى البعد وقف مهرج قزم يحكي حكاياته الخيالية،
إلى حلقة هادئة وخطها الشيب من المسنين الذين يدخنون،
عن الكنوز السرية التي عثر عليها في أودية خفية،
وعن الإجابات اللماحة الرائعة من أفواه الأعراب المزاحين،
وعن الرقى التي يكتسب بها الذهب وتشفي الأمراض المستعصية،
وعن الصخور المسحورة التي تفتح بابها لمن يطرقه،
Page inconnue