La mère du roman: Les Mille et Une Nuits dans les littératures du monde et une étude en littérature comparée
الرواية الأم: ألف ليلة وليلة في الآداب العالمية ودراسة في الأدب المقارن
Genres
مهرجان بغداد. (5)
جبل المغناطيس يجذب مسامير السفينة.
ويتخلل هذه المتابعات نغمة غلابة
LEITMOTIF
تتردد فيها كلها ويمكن أن تفسر بأنها شهرزاد وهي تقص حكاياتها على مسامع شهريار وأختها دنيازاد.
والمعزوفة الموسيقية تنجح في نقل جو الشرق وأجواء ألف ليلة وليلة بطريقة مذهلة، جعلت منها أصلا ثابتا في كثير من الأعمال الفنية المسموعة المأخوذة عن ألف ليلة وليلة. وما زلنا نذكر المسلسل العظيم للإذاعة المصرية في الخمسينيات من القرن العشرين الذي قدم قصص ألف ليلة وليلة بإخراج وتمثيل وحكي رائع، مرفود بموسيقى كورساكوف التي نبهت عقولنا إلى الموسيقى الكلاسيكية على وجه العموم. ثم زاد ذلك الشغف تأصيلا بتحليلات الدكتور حسين فوزي لها في برنامجه المشهور عن الموسيقى الكلاسيكية.
وقد قامت فرقة الباليه الروسي التي اشتهرت في أوائل القرن العشرين برئيسها دياجليف وراقصها الأول نجنسكي بتقديم باليه كامل عن شهرزاد أساسه موسيقى كورساكوف. بيد أن الباليه اقتصرت قصته على القصة الأساسية الأولى من ألف ليلة وليلة، وهي قصة شهريار وأخيه شاه زمان وخيانة زوجة شهريار له مع العبد مسعود، وكتب ليبريتو الباليه الفرنسي «ألكساندر بينوا». وقد قدمت أول حفلة لهذا الباليه في عام 1910م في أوبرا باريس، وتألق في رقص مشاهده فاسلاف نجنسكي في دور العبد مسعود، وإيدا روبنشتاين في دور زوجة شهريار التي دعوها زبيدة، ربما تأسيا باسم زوجة هارون الرشيد.
ومن الغريب أن الموسيقار الفرنسي العالمي «موريس رافيل» قد وضع هو الآخر مقطوعة عن شهرزاد. وقد جاء ذلك نتيجة شغف الموسيقار بحكايات ألف ليلة وليلة، فقرر وضع أوبرا كاملة عنها مستقاة من ترجمة أنطوان جالان الفرنسية. بيد أنه للأسف لم يتم منها إلا الافتتاحية، التي استخدمها مصمم الباليهات الشهير جورج بالانشاين في إخراج باليه عنها تم تقديمه لأول مرة في نيويورك عام 1975م. بيد أن الموسيقى والباليه لم يلاقيا النجاح الذي لاقته موسيقى كورساكوف والباليه المصمم لها.
وهناك عمل «ألف ليلي» موسيقي آخر من تأليف كورساكوف، هو أوبرا «الديك الذهبي» التي اشتهرت باسمها الفرنسي
LE COQ D’OR . وهي آخر عمل فني قام به كورساكوف قبل وفاته، غير أن الرقيب الروسي لم يأذن وقتها بعرضها لما فيها من إسقاطات على النظام القيصري في أيامه. والأوبرا مأخوذه عن قصيدة شعرية للشاعر الروسي المشهور بوشكين بنفس العنوان. وقد صاغ بوشكين القصيدة من حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة، عن العراف الساحر الذي يقدم لأحد الملوك اختراعا سحريا يمكنه التنبؤ بأي أعداء يقومون بشن هجوم على أراضي الملك، مما يتيح له الاستعداد لهم والقضاء عليهم. والاختراع في قصة ألف ليلة وليلة كان تمثالا لفارس من البرونز، أما عند بوشكين فهو يصبح ديكا ذهبيا. وقد تعرف بوشكين على الحكاية العربية عن طريق الكاتب الأمريكي واشنطن إرفنج الذي أوردها في كتابه «حكايات قصر الحمراء»، وقد ذكرناها تحت عنوانها الأصلي «المنجم العربي» في فصل سابق.
Page inconnue