Le livre d'Al-Mansouri en médecine
المنصوري في الطب
Genres
ينبغي أن يتفقد أولا لونه بعناية شديدة. فإن اللون إذا كان حائلا دل على علة في الكبد والطحال، أو في المعدة أو أن به بواسير ينزف منها دم كثير. ثم يتفقد ظاهر البدن منه كله في موضع نير مضيء كي لا يخفي بهق رقيق إن كان به أو ابتداء قوباء. فإن البهق في ابتدائه خفي وإنما يكون بياضا رقيقا أو سوادا في المواضع ثم يستحكم ويقوى. وأما القوباء فإن في ابتدائها خشونة، تحدث في المواضع ثم تقوى وتنمو على الأيام. وإن كان في موضع من بدنه شبه شامة أو كي، فليتفقد ذلك بعناية شديدة، فإنه ربما كان في ذلك الموضع برص قد كوي أو وشم أو صبغ ليخفى. فإذا امتدت الأيام به امتحى الصبغ واتسع البرص عن موضع الكي والوشم. وإذا كانت شامة يشك فيها فليدخل الحمام وليغسل بالماء الحار باستقصاء ثم بالأشنان والبورق والخل، ثم يتفقد فإن كان كي أو وشم في موضع منكر بديع، فليتهم ذلك وليدلك دلكا جيدا ويتفقد حدوده وأطرافه بعناية شديدة فإنه في هذا الموضع يستبين أكثر ثم يسأل ويستنطق ويتفقد ذكاء سمعه وحال كلامه وعقله ثم يتفقد شعر رأسه وجلدته هل فيها حزاز أو سعفة، ويتفقد حدقته هل هي صافية معتدلة في العظم ومبلغ حدة بصره وصفاء بياض العين، فإن كدورته وظلمته منذران بالجذام. وإن كانت فيه صفرة دل على رداءة الكبد، وإن كانت فيه عروق حمر كثيرة ظاهرة فإنها سبلة ويتفقد أجفانه هل هي نقية وكيف سهولة حركتها، فإن الغليظة جربة في الأكثر أو مستعدة له. والعسرة الحركة ردية وذلك أن من هذه حالة يحتاج أن تدلك أجفانه عند الانتباه من النوم مدة طويلة حتى تنفتح، وليغمز على المآق الذي عند الأنف، فإنه ربما سال منه عند الغمز رطوبة لنواصير هناك، ويتفقد باستقصاء أشفاره وحواجبه، فإن خفتها رديئة وخاصة إن كانت مع بحة الصوت وحمرة الوجه. ويتفقد حال نفسه من أنفه وفمه لئلا يكونا أبخرين. وينظر إلى شكل أنفه فإن غلظه واحتشاءه واعوجاجه يدل على أن في داخله بواسير فلينظر فيها في الشمس. وينظر إلى سهولة تنفسه. ويتفقد حال أسنانه في الاستواء والقوة والنقاء، وهل فيها ما يتحرك أو ما قد تآكل. فإن الأسنان القوية طويلة البقاء والرقيقة سريعة السقوط، وينذر مع ذلك بضعف البدن كله. ويتفقد رقبته واستواؤها ويغمز عليها وتجس وينظر هل فيها موضع نتوء أو أثر قرحة. فإن كان هناك غدد يتولد فيها الخنازير بسرعة. وينظر إلى الصدر هل هو عريض لحيم. فإن الدقيق النحيف مع الأكتاف البارزة ينذر بالسل. وليلقى على قفاه وتجس بطنه كله، هل في موضع منه نتوء وتوجع إذا غمز عليه وخاصة مع موضع كبده وطحاله وفم معدته. ويؤمر بالمشي، ويتفقد قوة وطائه. ويؤمر بالقبض على شيء ويتفقد قوة قبضة، فإن ضعف ذلك دليل على ضعف العصب واستعداده للفالج. ويؤمر بالعدو وينظر هل يعتريه بعقبه ربو أو سعال سمح. وتقدر يديه ورجليه بعضا ببعض فإنه ربما ينقص إحداهما عن الأخرى. ويتفقد حال مفاصله وسلاستها للحركات. ويتفقد الساق منه هل فيه عروق كبار واسعة، فإن ذلك يؤدي إلى الدوالي وإلى داء الفيل وأما سائر أموره الأخرى فاستعن عليها من تعرف الأمزجة بالفراسة.
في دلائل الشعر:
الشعر اللين يدل على الجبن، والخشن على الشجاعة. وكثرة الشعر على البطن يدل على الشبق وكثرة الشعر على الصلب يدل على الشجاعة. وكثرة الشعر على الكتفين والعنق دليل على الحمق والجرأة. وكثرة الشعر على الصدر والبطن دليل على قلة الفطنة. والشعر القائم على الرأس وعلى جميع البدن دليل على الجبن.
في دلائل اللون:
اللون الأشقر الأحمر يدل على كثرة الدم والحرارة. واللون الذي بين الأبيض والأحمر يدل على اعتدال المزاج، وإذا كان الجلد معه أزعر. ومن كان لونه مثل لهيب النار فهوعجول مجنون. ومن كان لونه أحمر رقيقا فهو مستح. من كان لونه أخضر أسود فهو سيىء الخلق.
Page 97