Al-Manaah al-Aliyah fi Bayan al-Sunan al-Yawmiyah
المنح العلية في بيان السنن اليومية
Maison d'édition
مكتبة دار الحجاز للنشر والتوزيع
Édition
الثالثة والعشرون
Année de publication
١٤٤٣ هـ - ٢٠٢٢ م
Lieu d'édition
السعودية
Genres
بيان ما يُسَنُّ للمسلم فعله إذا أراد أن يدعو، فمِن السُّنَن:
أ- أن يدعو وهو على طهارة.
لحديث أبي موسى ﵁ في الصحيحين، وقصته مع عَمِّه أبي عامر ﵁،
حين بعثه النَّبيُّ ﷺ على جيش أوطاس، وفي الحديث: قُتل أبو عامر ﵁، وأوصى أبا موسى ﵁ أن يُقرئ النَّبيَّ ﷺ السلام، ويدعو له، قال أبو موسى: «فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرنا وَخَبَر أَبِي عَامِرٍ، وَقُلْتُ لَهُ: قَالَ: قُلْ لَهُ: يَسْتَغْفِرْ لِي، فَدَعَا رَسُولُ اللّهِ بِمَاءٍ، فَتَوَضَّأ مِنْهُ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «الّلهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ، أَبِي عَامِرٍ»، حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «اللّهُمَّ اجْعَلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَوْقَ كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ مِنَ النَّاسِ» (^١).
ب- استقبال القِبلة.
عن عبد اللّه بن عَبَّاس ﵄ قال: حَدَّثنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ﵁ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ، نَظَرَ رَسُولُ اللّهِ ﷺ إلَى الْمُشركِينَ وَهُمْ أَلْفٌ، وَأَصْحَابُهُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشر رَجُلًا، فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللّهِ الْقِبْلَةَ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ: «اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ إنْ تَهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةُ مِنْ أَهْلِ الإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الأَرْضِ». فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ، مَادًّا يَدَيْهِ، مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ، وَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللّهِ كَفَاكَ مُنَاشَدَتَكَ رَبَّكَ، فَإنَّهُ سينْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ … (^٢).
(^١) رواه البخاري برقم (٤٣٢٣)، ومسلم برقم (٢٤٩٨).
(^٢) رواه مسلم برقم (١٧٦٣).
1 / 201