في حديث الصدقة (^١): «[قال رجل: لأتصدَّقنَّ اللَّيلةَ بصدقة] فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية فأصبحوا يتحدَّثون: تُصدِّق الليلة على زانية! قال: اللهم لك الحمد على زانية ...».
قوله: «اللهم لك الحمد» أي على كلِّ حال، ثمَّ استأنف فقال: «على زانية» أي أَعلى زانية؟! من باب الاستفهام الإنكاري، أي أتصدَّقتُ على زانيةٍ؟ وهكذا في الموضعَين الآخرين.
* * * *
في «صحيح مسلم» (^٢) عن أبي أُمامة قال: سمعت رسول الله ﵌ يقول: «يا ابن آدم إنك أن تَبذُل الفضلَ خيرٌ لك، وأن تُمسِكَه شرٌّ لك، ولا تُلام على كفاف، وابدأ بمن تعول».
وفيه (^٣): «أفضل الصدقة ــ أو خير الصدقة ــ عن ظهر غنًى»
نقل المحشِّي عن ابن المَلَك (^٤) وغيره: أنه قد يُشكل هذا مع حديث: «أفضل الصدقة جُهد المقلِّ» (^٥)، وذكر الجواب عنه بما فيه نظر.