حزن وتحسّر، أي من قتل أبيه بذلك الوجه».
أقول: ليس هذا بشيء، وإنما المراد بقوله: «منها» أي من تلك الفعلة الكريمة، وهي عفوه عنهم وقوله: غفر الله لكم. فقد ورد أن النبي ﷺ عرض عليه الدية فأبى أن يقبلها، وعفا عنها.
وقوله: «بقية» أي بقية خيرٍ وفضلٍ وصلاح رزقه الله تعالى إياه جزاءً له على عفوه. والله أعلم.
* * * *
«لعن الله السارق يسرق البيضة، فتُقطع يده، ويسرق الحبل، فتُقطع يده» (^١) يحتمل أن المراد الجنس، أي جنس البيضة وجنس الحبل. والله أعلم.
وقد يقال: إنه على ظاهره، والبيضة قد يبلغ ثَمَنها ثلاثة دراهم في بعض البلدان وبعض الأوقات. وأما الحبل فظاهر.
* * * *
باب إذا أقرَّ بالحدِّ ولم يبين [هل للإمام أن يستر عليه؟]
عن أنس بن مالك ﵁ قال: كنت عند النبي ﵌ فجاءه رجل فقال: يا رسول الله إني أصبت حدًّا فأقمْه عليّ، ولم يسأله عنه، وحضرت الصلاة فصلى مع النبي ﵌ فلما قضى النبي ﵌ الصلاة، قام إليه الرجل فقال: يا رسول الله إني أصبت حدًّا فأقمْ فيَّ كتاب الله، قال: «أليس قد صلَّيتَ