يمينه، وعبّر عن هذا بما هو أعمّ منه بيانًا للحكم وتعميمًا للفائدة.
بقي مناسبة الحديث للترجمة، والظاهر أنها أخذًا من قوله ﵌: «لا أحلف على يمين ... إلا أتيت الذي هو خير وتحلّلتها»، فإنه إخبار أنه لا يحلف على يمين قط إلا تحلّلها إذا رأى غيرها خيرًا منها، فهو يستلزم أنه لا يحلف يمينًا قط إلا واجبة التحليل. واليمين التي هذا شأنها إنما هي ما كان بالله ﷿، فلزم من ذلك أنه لا يحلف إلا بالله ﷿، وهو المطلوب.
وفي حواشي السِّنْدي (^١) توجيه للمناسبة غير واضح، ويظهر لي أنه أراد ما ذكرته، والله أعلم.
* * * *
باب إذا حنث ناسيًا
عروة عن عائشة ﵂ قالت: «هزم المشركون يوم أُحُد هزيمةً تُعرف فيهم، فصرخ إبليس: أي عباد الله أخراكم! فرجعتْ أُولاهم فاجتلدت هي وأُخراهم، فنظر حذيفة بن اليمان فإذا هو بأبيه فقال أبي! أبي! قالت: فوالله ما انحجزوا حتى قتلوه، فقال حذيفة: غفر الله لكم»، قال عروة: «فوالله ما زالت في حذيفة منها بقية حتى لقي الله» (^٢).
«حاشية السِّنْدي» (^٣): «(منها) أي من قِتْلة أبيه، وقوله: (بقية) أي من