الأذكار للنووي ت الأرنؤوط

al-Nawawi d. 676 AH
111

الأذكار للنووي ت الأرنؤوط

الأذكار للنووي ت الأرنؤوط

Chercheur

عبد القادر الأرنؤوط ﵀

Maison d'édition

دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

Genres

ابتداء الدعاء بحمد الله وتمجيده، فسيأتي دليلُه من الحديث الصحيح قريبًا في " كتاب الصلاة على رسول الله ﷺ " إن شاء الله تعالى. [فصل]: يُستحبّ حمدُ الله تعالى عند حصول نعمة، أو اندفاع مكروه، سواء حصل ذلك لنفسه، أو لصاحبه، أو للمسلمين. ٣٢٨ - وروينا في " صحيح مسلم " عن أبي هريرة ﵁، " أن النبيّ ﷺ أُتيَ ليلة أُسري به بقدحين من خمر ولبن (١) فنظر إليهما، فأخذ اللبن، فقال له جبريلُ ﷺ: " الحمد لله الذي هداك للفطرة، لو أخذت الخمر غوت أمتك ". ٣٢٩ -[فصل]: وروينا في كتاب الترمذي وغيره عن أبي موسى الأشعري ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: " إذا مات ولد العَبْدِ قالَ اللَّهُ تعالى لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم؟ فيقول: فماذا قالَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعالى: ابْنُوا لعبدي بَيْتًا في الجَنَّةِ، وسموه بَيْتَ الحَمْدِ " قال الترمذي: حديث حسن. والأحاديث في فضل الحمد كثيرة مشهورة، وقد سبق في أوّل الكتاب جملة من الأحاديث الصحيحة في فضل: سبحان الله والحمد لله ونحو ذلك. [فصل]: قال المتأخرون من أصحابنا الخراسانيين: لو حلف إنسان ليحمدنّ الله تعالى بمجامع الحمد - ومنهم مَن قال: بأجلّ التحاميد - فطريقه في برَ يمينه أن يقول: الحمد لله حمدًا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، ومعنى يوافي نعمه: أي يُلاقيها فتحصل معه، ويكافئ، بهمزة في آخره: أي يُساوي مزيدَ نعمه، ومعناه: يقوم بشكر ما زاده من النِعم والإِحسان. قالوا: ولو حلف ليثنينّ على الله تعالى أحسنَ الثناء، فطريق البرّ أن

(١) في صحيح مسلم أن ذلك بإيلياء. قال المصنف في " شرح مسلم ": وهو بالمد والقصر، ويقال بحذف الياء الأولى، ثم في هذه الرواية محذوف تقديره: أتي بقدحين، فقيل له: اختر أيهما شئت كما جاء مصرحا به. وقد ذكره مسلم في كتابه " الإيمان " أول الكتاب، فألهمه الله تعالى اختيار اللبن لما أراد ﷾ مِن توفيق أمته واللطف بها، فلله الحمد والمنة. قول جبريل إن اللبن كان كذا، أو اختار الخمر كان كذا. وأما الفطرة فالمراد بها هنا: الإسلام والإستقامة كذا في كتاب الأشربة، وفي باب الإسراء منه معناه، والله أعلم: اخترت علامة الإسلام الاستقامة، وجعل اللبن علامة لكونه سهيلا طيبا طاهرا سائغا للشاربين. وأما الخمر فإنه أم الخبائث وجالبة لأنواع الشر في الحال والمال، والله أعلم. (*)

1 / 113