130

Le Livre des Feuilles

كتاب الأوراق

Maison d'édition

شركة أمل، القاهرة

Année de publication

1425 هـ

تداعى له الركن الذى كان يرتجى

وأتبعه المقدار ركنا فضعضعا

كأن المنايا تبتغى عنده لها

ترات فما ينفك منها مروعا

أب مشفق بر وأم حفية

سطت بهما الأيام سطوة أروعا

وفي الدهر أسوات ولكن تقاربت

لياليهما فاستنفد الصبر أجمعا

تناوب إتيان الجديدين لم يدع

من الناس إلا آلم القلب موجعا

ومن ذا الذى يبقى على سوق ليلة

ويوم إذا احتثا مطيته معا؟

وقال يرثى الرشيد:

بقائي على ريب الزمان قليل

وإنى على عزى به لذليل

رأيت لداتى قد مضوا لسبيلهم

وإن بقائي بعدهم لقليل

فلا تبخلي بالدمع عني فان من

يضن بدمع عن هوى لبخيل

رأيت المنايا تصدع الصخر والصفا

وتصدع صدر السيف وهو صقيل

كأن لم ترى هارون فى ظل ملكه

تسنمه يوم عليه ثقيل

ومن دونه سمر عجاف صدورها

يقيل وحي الموت حيث تقيل

منازل هارون الخليفة أصبحت

لهن على شاطى الفرات عويل

منازل أمست فى السياق نفوسها

سلبن رداء الملك وهو جميل

لبسن حلى الملك ثم سلبنها

فهن ولا حلي لهن عطول

يذكرني هارون آثار ملكه

وذلك ذكر إن بقيت طويل

إذا ماسطا عز المنايا فانه

سواء عزيز عنده وذليل

وقال يرثى الرشيد ويمدح الأمين:

امام قام حين مضى إمام

نظام ليس ينقطع النظام

Page 130