============================================================
وهو أول من مشي بين يديه بالسيوف المصيلتة والقسى والنشاب، والعمد، وأول من لعب بالصوالجة في الإسلام، وقتل الزتادقة والثنوية. الزنديق يقع على من لا يثبت للمصنوعات صانعا، وعلى من لا يثبت الرسالة اصلا وإن أثبت الصانع، ويستتر بالشهادتين، ولا يعتقد شيئا، وأنه ليس مكون ولا مدبر وأن هذا الخلق منزلة النيات، كوت منه شيع، ويحي منه شيء وإما تغلب (1) عليه الطيائع الأربع فإذا غلبت عليه إحداهن قتلته. والثنوية هم الذين يزعمون آن الإنسان ما دام يحسن فهو يعمل بروح اللاهوت، فإذا أساء فهو يعمل بروح الشيطان، وإنما() الخير من الله والشر من إبليس ومن أنفسنا.
ولما حج حرد الكعبة وكساها القباطي والخز والدياج، وطلى خدرانها بالمسك من أعلاها إلى أسفلها. وكانت الكعبة في جانب المسحد، ولم تكن متوسطة فهدم حيطان المسحد الحرام، وزاد فيه زيادات، واشترى الدور والمنازل وأحضر المهندسين، وصيرت الكعبة في الوسط على ما هي عليه الآن وحمل من مصر إلى المسجد أربعمائة وثمانين اسطوانة، وصير فيه أربعمائة طاقا ولمانية وتسعين طاقا، وجعل له ثلاثة وعشرين بابا، وبناه بالفسيفساء وحعل سلاسل قناديله ذهبا، وجعل ذرعه مكسرا مائة الف وعشرين ألف ذراع، وطوله من باب بني جمح إلى باب بني هاشم عند العلم الأخضر أربع مائة ذراع وأربعة أذرع(3).
ووسع(4) مسحد رسول الله لي وزاد فيه، وحمل إليه العمد الرخام والفسيفساء والذهب، ورفع سقفه وألبس خارج القبر المقلس الرحام(5).
(1) المطبوع: تغلبت قراءة خحطأ من المحقق، (2). المطبوع: وأن.
(). حول ذلك انظر: احبار مكة: 262/1-263، 78/2 فما بعده تاريخ اليعقوبى: 396،395/2.
(4). من بداية الحديث عن الخليفة المهدي إلى هنا، ليست في غ وم (5). تاريخ اليعقوى: 1396/2 الجوهر الثمين: 120/1.
Page 44