قال تعالى: ﴿لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ... إلى قوله: وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ (عُدْوَانًا وَظُلْمًا) ١ فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا﴾ ٢، أي: لا تأكلوه بما لم تبحه الشريعة.
ولا شكّ أنّ الشريعة لم تبح لهم شيئًا من ذلك، فأكل أموال الناس [١٧/ب] بالباطل لاحق به الوعيد المتقدّم، ولاحق به- أيضًا- الوعيد في قوله تعالى: ﴿فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا، فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ... الآية﴾ ٣.
لأنّه إذا كانت المحاربة لله ورسوله لاحقة لمن تعامل بالربا- مع كونه برضي المتعاقدين في الجملة- فكيف يأخذه بغير رضي مالكه ظاهرًا أو باطنًا، بل على وجه التعدّي والظلم!.
وفي الصحيح عنه- ﵊ أنّه قال: "أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس: من لا دينار له ولا متاع، فقال: لا، بل المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وضرب، هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا فيأخذ هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإذا فنيت حسناته، أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه، ثم (يحبس) ٤ في النار" ٥.