إن السماء ليست بأجرام. الثالث: هل ينافي قولهم هذا الآيتين؟ الرابع: قولهم: الأمطار تتكون من ماء البحر. الخامس: ما حكم من يعتقد ذلك؛ اعتمادا على علمهم بذلك؟ فالواجب على المفتي أن يجيب عن الخمسة مفصلا لها مقتصرا على ذلك كما هو الشأن من قولهم إن الجواب على قدر السؤال. فقوله: وأطلق في القرآن على السقف وعلى السحاب وعلى المطر لا حاجة إليه بالنسبة للسائل؛ لأنه لم يسأل عما يطلق عليه لفظ سماء حتى توضحه له، وقوله: وعلى مجموع ما نرى فوقنا من الكواكب ... إلخ - مسلم لغة، لكنه لم يستفهم عنه السائل؛ لكونه معلوما عنده، فحقه حيث ذكره أن يتبعه بمعناها العرفي؛ لكونه المراد للسائل، وهي بناء عظيم مزين بالكواكب حسبما تقدم وما سيأتي، إن شاء الله تعالى.
وقوله: وسماها بناء، إلى قوله: فقد بنيته - فيه نظر ظاهر؛ لأن المراد بناء محكم، لا مطلق الترتيب والتسوية. وكلام الأساس الذي نقله - ذكره صاحبه في قسم المجاز بعد ذكر الحقيقة. فَنَقْلُ هذا الأستاذ له موهما به الحقيقة غير مقبول عند من تدثر بالمجاوز واستشعر بالحقيقة.
وقوله في الجواب أيضا وأشار إلى أن منها القربى التي تتمتع أبصارنا بزينتها، ومنها البعدى التي لا نراها، يعني في قوله ﴿سبع سماوات طباقا﴾ حق وصدق؛ لأن ما عدا سماء الدنيا بعيد عنا لا نراه؛ لحيلولة سماء الدنيا بيننا وبينه، وإن كان بعضه أبعد من بعض، قوله ويذكر السماء بلفظ المفرد غالبا، المعنى الذي ذكرناه آنفا وهو مجموع ما نراه في الأفق فوقنا - فيه نظر من ثلاثة أوجه: الأول: تقدم. الثاني: أن اللام في "السماء" للجنس أو الاستغراق إلا إذا ذكرت بحلية الزينة
1 / 48