جدا عن جابر الجعفي عن تميم بن حذلك عن ابن عباس عن النبي ﷺ: "ما من ميت يموت إلا وهو يعرف غاسله ويناشد حامله إن بشر بروح وريحان وجنة نعيم أن يعجله وإن بشر بنزل من حميم وتصلية جحيم أن يحبسه".
وفي صحيح البخاري عن عبادة بن الصامت عن النبي ﷺ قال: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه" فقالت عائشة: أو بعض أزواجه إنا نكره الموت قال: ليس ذلك ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه فأحب لقاء الله فأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه فكره لقاء الله فكره الله لقاءه" ١.
وقد روى هذا المعنى عن النبي ﷺ من وجوه متعددة.
وعن زاذان، عن البراء بن عازب عن النبي ﷺ: "إن نفس المؤمن يقال لها أخرجي أيتها النفس المطمئنة إلى مغفرة من الله ورضوان فتسيل كما تسيل القطرة من السقاء وإن نفس الكافر يقال لها أخرجي إلى غضب الله وسخطه فتتفرق في جسده وتأبى أن تخرج فيجذبونها فينقطع معها العروق والعصب" ٢.
وفي رواية عيسى بن السيب عن عدي بن ثابت عن البراء عن النبي ﷺ قال: "فتتفرق روحه في جسده كراهة أن تخرج لما ترى وتعاين فيستخرجها كما يستخرج السفود من الصوف المبلول".
_________
١ الحديث أخرجه البخاري "ح ٦٥٠٧".
٢ جزء من حديث البراء بن عازب الطويل في خطبة النبي ﷺ عند القبر. وهو صحيح ثابت. وتقدم تخريجه مفصلا.
دلالة القرآن على عذاب القبر وقد دل القرآن على عذاب القبر في مواضع كقوله تعالى: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ﴾ [الأنعام: ٩٣] .
دلالة القرآن على عذاب القبر وقد دل القرآن على عذاب القبر في مواضع كقوله تعالى: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ﴾ [الأنعام: ٩٣] .
1 / 45