الباب الرابع: في اجتماع أعمال الميت عليه من خير وشر ومدافعتها عنه وكلامها له وما ورد من تحسر الموتى على انقطاع أعمالهم ومن أكرم منهم تبقى إعماله عليه
روى حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: "والذي نفسي بيده إنه ليسمع خفق نعالكم حين تولون عنه فإن كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه والزكاة عن يمينه والصوم عن شماله وفعل الخيرات والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه.
فيؤتى من قبل رأسه فتقول الصلاة ليس من قبلي مدخل فيؤتى عن يمينه فتقول الزكاة ليس من قبلي مدخل ثم يؤتى عن شماله فيقول الصوم ليس قبل مدخل ثم يؤتى من قبل رجليه فيقول فعل الخيرات والإحسان إلى الناس ليس قبلي مدخل.
فيقال له: اجلس فيجلس وقد مثلت الشمس للغروب فيقولون له ما تقول في هذا الرجل كان بعث فيكم يعني النبي ﷺ فيقول أشهد أنه رسول الله جاءنا بالبينات من عند ربنا فصدقناه واتبعناه فيقال له صدقت وعلى هذا حييت وعلى هذا مت وعليه تبعث إن شاء الله فيفسح له في قبره مد بصره فذلك قوله سبحانه ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ [إبراهيم: ٢٧] . فيقال: افتحوا له بابا إلى النار فيقال هذا منزلك لو عصيت الله فيزداد غبطه وسرورا ويقال افتحوا له بابا إلى الجنة فيفتح له فيقال هذا منزلك وما أعد الله لك فيزداد غبطة وسرور فيعاد الجسد إلى ما بدئ منه وتجعل روحه نسم طير معلق في شجر الجنة.
وأما الكافر فيؤتى في قبره من قبل رأسه فلا يوجد يعني شيئا فيجلس خائفا مرعوبا فيقال له ما تقول في هذا الرجل الذي كان فيكم وما تشهد به فلا يهتدي لاسمه فيقال محمد رسول الله ﷺ فيقول سمعت الناس يقولون شيئا فقلت كما قالوا فيقال له صدقت على هذا حييت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله
1 / 28