واشتهر اسمه، وسارت بأحكامه الصغرى والوسطى الركبان (١).
وقال ابن شاكر الكتبي: ونزل بجاية وقت فتنة الأندلس، فبث بها علمه، وصنف التصانيف، وولي الخطبة والصلاة بها (٢).
ويلقي الضوء على حياة عبد الحق ببجاية أبو جعفر الضبي (ت ٥٩٩) صاحب بغية الملتمس وأحد تلاميذ عبد الحق الذين عرفوه عن كثب ويقول في ذلك "صحبته مدة مقامي ببجاية وسامرته" (٣) ويوضح المقري في "نفح الطيب" (٤) أن هذه الصحبة كانت أثناء رحلة حجه، يقول الضبي:
"أبو محمد الخطيب ببجاية، فقيه، محدث مشهور، حافظ، زاهد، فاضل، أديب شاعر، له تواليف حسان، قرأت عليه بعضها، وناولني أكثرها، وكان ﵀ متواضعًا، متقللا من الدنيا، قسم نهاره على أقسام:
- كان إذا صلى الصبح في الجامع أقرأ إلى وقت الضحى ثم قام فركع ثماني ركعات.
- ونهض إلى منزله، واشتغل بالتأليف إلى صلاة الظهر.
- فإذا صلى الظهر أدى الشهادات، وقرئ عليه في أثناء ذلك إلى العصر.
- فإذا صلى العصر مشى في حوائج الناس.
- وكان لا يدخل بجايةَ أحدٌ من الطلبة إلا سأل عنه، ومشى إليه، وآنسه بما يقدر عليه (٥).
قال الغبريني: سمعت أنه ﵀ كان يقسم ليله ثلاثًا، ثلثا للقراءة، وثلثا للعبادة، وثلثا للنوم، وكان مع ذلك متقللًا من الدنيا، مقتصرًا على أقل
_________
(١) سير أعلام النبلاء: (٢١/ ١٦٨).
(٢) فوات الوفيات: (٢/ ٢٥٦).
(٣) بغية الملتمس: (٣٩١).
(٤) انظر: (٢/ ٣٨١).
(٥) بغية الملتمس: (٣٩١).
1 / 26