فيه، ولذلك اشتهر اسمه، وعُني الناس بتواليفه (١) "
ومما يدل على أثر موقع بجاية في ارتفاع ذكر أبي محمد، وانتشار كتبه مبها ذكره ابن الزبير في ترجمته لأيى الحجاج يوسف بن محمد البلوي (٦٠٤) قال: "ورحل إلى الحج عام (٥٦٠) أو نحوه، فأخذ في طريقه ببجاية عن أبي محمد عبد الحق الأزدي الإِشبيلي، وعزم عليه في تأليف كتاب الأحكام، وقد فاوضه في ذلك، ولما قفل عن رحلته أقام معه ببجاية، وصحبه أشهرًا، وأخذ عنه أحكامه وغير ذلك (٢) "
وما يقول ابن الأبار في ترجمة أبي عبد الله محمد بن أحمد البلنسي: "خرج إلي الحج في شبيبته سنة ست أو سبع وستين وخمس مئة، فلقي ببجاية أبا محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الإِشبيلي وسمع منه، وأجاز له" (٣)
وقال في ترجمة ابن الحاج: ورحل حاجًا فلقى في طريقه أبا محمد عبد الحق
ابن عبد الرحمن الإِشبيلي نزيل بجاية، وسمع منه (٤).
وتهيأت الظروف في بجاية ليصنف أبو محمد التصانيف الحافلة، التي أُغرم بها أهل الشرق والغرب معًا.
قال الغبريني: رحل إلى بجاية، وتخيرها موطنًا، وكمل بها خبرة، فألف التآليف، وصنف الدواوين، وولي الخطبة وصلاة الجماعة بجامعها الأعظم، وجلس للوثيقة والشهادة (٥).
وقال الذهبي: سكن مدينة بجاية ... فنشر بها علمه، وصنف التصانيف،
_________
(١) صلة الصلة (٥).
(٢) المصدر السابق (٢١٧).
(٣) التكملة لكتاب الصلة: (٢/ ٦١٤).
(٤) المصدر السابق: (٢/ ٥٨٥).
(٥) عنوان الدراية. (٤١).
1 / 25