في عام 1623م»، وعمل بيكن بعد ذلك على نشر آرائه في مجموعة كبيرة من المؤلفات اللاتينية التي لم تنشر خلال حياته، والتي تضمنت أفكارا تكرر معظمها في كتبه الرئيسية، وقد بلغ عدد هذه المؤلفات اثني عشر كتابا. وفي عام 1609م نشر بيكن كتاب «حكمة الأقدمين
De sapientia verterum »، وبدأ في وضع خطة كتابه الأكبر «الإحياء العظيم
Instauratio magna ». وكان بيكن يتوقع أن يكون هذا الكتاب أعظم ما كتب؛ بحيث يعبر فيه عن نفسه بحق ويبلغ رسالته إلى العالم.
وكانت خطة كتاب «الإحياء العظيم» - كما رسمها بيكن في البداية - تقضي بأن يتألف الكتاب من ستة أجزاء، لم يستطيع أن يتم إلا واحدا منها، وحتى في هذه الحالة ظهر الكتاب ولما يكتمل بناؤه بعد، ولنتأمل عناوين هذه الأجزاء كما أراد بيكن أن تكون: (1)
أقسام العلوم
The Divisions of the sciences ، وهو تصنيف للعلوم لم يكتبه بيكن فعلا، ولكنه استعاض عنه مؤقتا بالجزء الثاني كتاب «النهوض بالعلم»، ورأى أن هذا الجزء يفي بالغرض حتى يتم هو تأليف كتاب خاص في الموضوع، وهو ما لم يفعله قط. (2)
الأرجانون الجديد
Novum organum
وعنوانه الفرعي هو: «إرشادات في تفسير الطبيعة
Directions concerning the interpretation of Nature ». وهذا هو الجزء الذي نشره بيكن فعلا، أما لفظ «الأورجانون» فيعني الأداة، أو المنطق نفسه، بوصفه أداة للتفكير العلمي، وقد أراد بيكن باستخدامه هذا اللفظ، أن يعبر عن معارضته لمنهج أرسطو ومنطقه الذي كان يعرف باسم الأورجانون. (3)
Page inconnue