Les Invocations

al-Nawawi d. 676 AH
35

Les Invocations

الأذكار النووية أو «حلية الأبرار وشعار الأخيار في تلخيص الدعوات والأذكار المستحبة في الليل والنهار»

Chercheur

محيي الدين مستو

Maison d'édition

دار ابن كثير

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م

Lieu d'édition

دمشق - بيروت

القرآن. وهذه فروعٌ رأيتُ إثباتها هنا لتعلقها بما ذكرتُه، فذكرتها مختصرة وإلا فلها تتمّات وأدلة مستوفاة في كتب الفقه، والله أعلم. [فصل]: ينبغي أن يكون الذاكرُ على أكمل الصفات، فإن كان جالسًا في موضع استقبل القبلة وجلس مُتذلِّلًا مُتخشعًا بسكينة ووقار، مُطرقًا رأسه، ولو ذكر على غير هذه الأحوال جاز ولا كراهة في حقه، لكن إن كان بغير عذر كان تاركًا للأفضل. والدليل على عدم الكراهة قول الله تعالى: ﴿إنَّ في خَلْقِ السَّمَوَاتِ والأَرْضضِ واخْتِلاَفِ اللَّيْلِ والنَّهارِ لآياتٍ لأُولِي الألْبابِ. الَّذينَ يَذْكرُونَ الله قِيامًا وَقُعوداَ وَعلى جُنوبِهمْ وَيَتَفكَّرُونَ في خَلْقِ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ..﴾ [آل عمران: ١٩٠ـ ١٩١]. وثبت في الصحيحين (١)، عن عائشة ﵂ قالت: كان رسولُ الله ﷺ يتكىء في حجري وأنا حائض فيقرأ القرآن. رواه البخاري ومسلم. وفي رواية: ورأسه في حجري وأنا حائض (٢). وجاء عن عائشة ﵂ أيضًا قالت: إني لأقرأ حزبي وأنا مضطجعةٌ على السرير. [فصل]: وينبغي أن يكون الموضعُ الذي يذكرُ فيه خاليًا (٣) نظيفًا (٤)، فإنه أعظمُ في احترام الذكر المذكور، ولهذا مُدح الذكرُ في المساجد والمواضع الشريفة. وجاء عن الإمام الجليل أبي ميسرة ﵁ قال: لا يُذكر الله تعالى إلاَّ في مكان طيّب. وينبغي أيضًا أن يكون فمه نظيفًا، فإن كان فيه تغيُّر أزاله بالسِّواك، وإن كان فيه نجاسة أزالها بالغسل بالماء،

(١) البخاري (٢٩٧)، ومسلم (٣٠١). (٢) البخاري (٧٥٤٩). (٣) "خاليًا": أي عن كل ما يُشغل البال، ويحصل من وجوه الاشتغال والوسواس. (٤) "نظيفًا" طاهرًا من سائر الأدناس فضلًا عن النجاسات.

1 / 53