فَانْظُر هَذِه الفاقرة الْعَظِيمَة الَّتِي تسببت عَن تعصب الْوَزير الرافضي لأَصْحَابه من الرافضة لَا ﵀ وَقد كَانَ يظْهر التأسف والتندم وَيَقُول إِنَّه مَا كَانَ يظنّ أَن الْأَمر يَقع هَكَذَا وَأَنه كَانَ يظنّ سَلامَة الشِّيعَة وَعدم وُصُول الْأَمر إِلَيْهِم حَسْبَمَا قدمه لنَفسِهِ وَلَهُم وَلم يصل إِلَى مَا شَرطه لنَفسِهِ من الوزارة وَلَا غَيرهَا وَغَايَة مَا ناله السَّلامَة من الْقَتْل وَمَات بعد أَن اقْتَرَف هَذِه الْعَظِيمَة بأيام يسيرَة دون سنة وَكَانَ مَوته كمدا على مَا جناه على نَفسه خُصُوصا وعَلى إخوانه من الرافضة وَسَائِر الْمُسلمين وَكَانَ فِي بعض الْأَوْقَات يظْهر التجلد وَيَقُول لَا يُبَالِي بِمن قتل وَلَا بِمن أُصِيب بعد أَن شفى نَفسه من الدويدار
فَانْظُر هَذِه الْجَاهِلِيَّة الَّتِي تظاهر بهَا هَذَا الرافضي وَانْظُر مَا صنع بِالْمُسْلِمين وَمَا جناه الْخَلِيفَة على نَفسه من استخلاصه للوزارة وأمانته على الْأَسْرَار والركون إِلَيْهِ فِي تَدْبِير الدولة
وَهَكَذَا من ألْقى مقاليد أمره إِلَى رَافِضِي وَإِن كَانَ حَقِيرًا فَإِنَّهُ لَا أَمَانَة لرافضي قطّ على من يُخَالِفهُ فِي مذْهبه ويدين بِغَيْر الرَّفْض بل يسْتَحل مَاله وَدَمه عِنْد أدنى فرْصَة تلوح لَهُ لِأَنَّهُ عِنْده مُبَاح الدَّم وَالْمَال وكل مَا يظهره من الْمَوَدَّة فَهُوَ تقيه يذهب أَثَره بِمُجَرَّد إِمْكَان الفرصة
وَقد جربنَا هَذَا تجريبا كثيرا فَلم نجد رَافِضِيًّا يخلص الْمَوَدَّة لغير رَافِضِي وَإِن آثره بِجَمِيعِ مَا يملكهُ وَكَانَ لَهُ بِمَنْزِلَة الخول وتودد إِلَيْهِ بِكُل مُمكن
وَلم نجد فِي مَذْهَب من الْمذَاهب المبتدعة وَلَا غَيرهَا مَا نجده عِنْد هَؤُلَاءِ من الْعَدَاوَة لمن خالفهم ثمَّ لم نجد عِنْد أحد مَا نجد عِنْدهم من التجرئ على شتم الْأَعْرَاض المحترمة فَإِنَّهُ يلغن أقبح اللَّعْن ويسب أفظع السب كل من تجْرِي بَينه وَبَينه أدنى خُصُومَة وأحقر جِدَال وَأَقل اخْتِلَاف وَلَعَلَّ سَبَب هَذَا وَالله أعلم أَنه لما تجرؤا على سبّ السّلف الصَّالح هان عَلَيْهِم سبّ من
1 / 95