============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حقائق التصوف المرسلين والنبيين صلوات الله عليهم، جمعت الأنبياء أخلاقا من السخاوة وحسن الخلق وإطعام الطعام وإشباع الجائع وخدمة الإخوان والبسط مع الأخدان وتحقيق الأثفة.
وللصوفية في الدعوة إشارة عالية لأنهم سمعوا الله عز وجل يقول: والله يدعو إلى دار السلام} ، ولهم في الدعوات تذكار لأصل الدعوة القائمة من الحق لأهل ولايته من المؤمنين.
وتجمع دعوات الصوفية أشياء كالمذاكرة وجريان العلم والسماع ، ثم تعقبها أسرة العامة ورغبتهم في إقامة سنن المرسلين والنبيين وبذل الطعام لسائر الفقراء من المؤمنين ، ثم من يرى السلامة في الامساك عنها لفساد الزمان وللمياهاة بها ووجود آطيب منها بالتنكب 9 عنها فله ذلك بشرط الاقرار بها آنها سنة مؤكدة وآمر قديم.
(26) باب انبساط الصوفية 12 وأما انبساط الصوفية، فمن طيبة القلب وسهولة الجانب وطلاقة الوجه وحسن الخلق وكتمان ما في السر من الأحزان وصيانة الأسرار وموافقة السنة ، إذ يقول النبي : أنا أمزح ولا أقول إلا حقا، فالحق من المزاح ما تعلق به الانبساط ، وقد كان النبي 15 دائم الأحزان منبسط الظاهر من حسن خلقه وبشاشة وجهه، وقد قال عالل: ألا أنبئكم بأهل الجنة؟ قالوا : بلى من هم؟ قال : كل لين سهل طلق ، فطلاقة الوجه والبشاشة وبسط الوجه ما يتعدى إلى المؤمنين فيسرون به وتطيب بذلك قلوبهم، ونهعم 18 الصدقة بسط الوجه لأن الصوفية شغلوا أسرارهم بالحق فكتموا (29) فيها ما للحق، فصارت إشارتهم موضع الأحزان، ثم بذلوا نفوسهم للمؤمنين بحسن البسط وبشاشة الوجه وموافقة الناس بالظاهر فيما لا يقوم العلم بحظره وتحريمه، وقد قال النبي عه في 21 حديث آبي هريرة رضي الله عنه : إنكم لا تسعون الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط 13) الأحزان الإخوان ض.
3)-4) القرآن الكريم 25/10.
Page 64