============================================================
كتاب أدب لللوك في بيان حقائق التصوف الضعفاء، فحقيقة الخبر لمن تحقق في المعنى، فظاهر ذلك ما هو ظاهر في العصابة المترسمة بالتصوف، لآن همة جميع الناس ما هم به مشغوفون من الدنيا وطلب الرياسة وجمع المال والتفاخر، وهمة جميع أهل التصوف ترك ما اشتغلوا به ونصرة الدين ورعاية الفقر ، فإذا رأيت الصوفي يداهن لأهل الدنيا ويسامح أهل البدع ويتواضع لأبتاء الدنيا فاعلم أنه عارية في اسمه، وصار جميع حركاته حجة عليه وجميع ما ناله من الدنيا باسم التصوف وما أكل به حرام عليه ، فإن من أكل بالفقر وجب عليه صيانة الفقر (57) والدين، وقد قال الزقاق : من لم يتحقق في الفقر أكل الحرام المحض، وذلك لأن الصوفي يأكل برسمه ويصون فقره ويقبل بدينه ، فإذا لم يسامح أهل الغرة من أهل الدنيا الدنية يصيبه، ثم اشتغل بعبادة ريه وصيانة وقته فهو الصوفي، وإلا أكل بدينه.
(18) باب مناقرة الصوفية ومناظراتهم وأما مناقرة الصوفية ومناظراتهم فتكون عند جريان العلم وطلب الحقائق واستنباط 12 المعاني بعضهم من بعض في علوم الخطرات والاشارات والهواجس واللحظات والوساوس ومقامات أهل الصفاء وأحوال المقريين والفرق بين المريدين والمرادين والطالبين والمطلوبين في معاني أهل التصوف: وأصل مناقرة الصوفية أنهم ادعوا معنى شريفا وحكما لطيفا فخصوا به، ثم اختلفوا في السير والقصد ، ولكل واحد منهم طريق وحال ، لأن الطرق إلى الله عز وجل اكثر من نجوم السماء، فهم في السير مختلفون ثم الحق يجمعهم على معنى واحد، ولكل سائر حال، ولكل حال سر، ولكل سر غلبة، ولكل غلبة حقيقة.
وأهل التصوف سائرون إلى الله عز وجل في الطرق : فمنهم من غلب عليه في الطريق المحبة، ومنهم من غلب عليه الشوق، ومنهم من غلب عليه الخشية والخوف، ومنهم من 21 2) به: فيه ص 12) فتكون: يكون ض.
17)= 18) راجع المقدمة الألمانية.
ن . ..
Page 53