============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حقائق التصوف (17) باب محاورات الصوفية 3 وأما بحاورات الصوفية وتناقرهم ففي خذلان أهل البدع وترك توقيرهم وهجرانهم لنصرة السنة ، لأن الله تعالى قال : ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم، فالصوفية معروفة بنصرة الدين متقومة عند اكثر الناس في تشديدهم وتشريكهم، قد 6 أقامهم الله عز وجل لحفظ دينه وجعلهم حجة على غيرهم من آهل العلم الظاهر ، فإذا لزم أهل العلم الأوطان وصانوا أنفسهم وأموالهم (56) وأهل الدنيا الأسواق وأعمالهم وتصرفهم، فالصوفي قام على نصرة الدين وخذلان أهل البدع، لأن الصوفي بحرد فقير 9 ليس له رعاية مال ولا دنيا، ولا يداهن آحدا من أهلها، قد رضي من الدنيا بسد الجوعة الوستر العورة، ثم لا يبالي في الله عز وجل لومة لائم، قد كفاه في الدنيا نصرة دينه وصيانة فقره وأداء فرضه.
12 فالصوفية هم السيوف الشاهرة علي أهل البدع والضلالات، فيقتلونهم بالإعراض عنهم ، يقول الله عز وجل : وإذا رأيت النين يخوضون في آياتنا فأغرض عنهم)، فأعرضوا عن أهل الضلالات وهجروهم وتركوا توقيرهم ومؤا كلتهم ومشاريتهم طلبا لمرضاة 15 الله عز وجل وعزازة للسنة وقوة للشريعة المستقيمة ، فهم أهل الأثرة من أهل السنة الذين ينصرون دين الله عز وجل، وهم ظاهرون منصورون.
وقد روي عن النبي أنه قال : لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا 18 يضرهم خذلان من خذلهم إلى أن تقوم الساعة ، وزوي في بعض الأخبار أنهم الفقراء، ال وروى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي أنه قال : إن لله عز وجل عند كل بدعة كيد بها الإسلام وليا يذب عنه ويتكلم بعلاماته، فاغتنموا تلك المجالس بالذب عن 3) ففي: في ص 7) الأسواق وأعمالهم : والاسواق أعمالهم ض 12) فيقتلونهم : فيقتلوهم ض 17) عن: من ص: 4) القرآن الكريم 7/47.
13) القرآن الكريم 18/6.
17)- 18) العجم المفهرس /89.
... .
Page 52