Encyclopédie des Œuvres Complètes de l'Imam Muhammad al-Khidr Husayn
موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين
Genres
ادعوا: نادوا. شهداءكم: آلهتكم، جمع شهيد، وهو القائم بالشهادة. فقد كانوا يزعمون أن آلهتهم تشهد لهم يوم القيامة بأنهم على حق. ودون: بمعنى غير. والمعنى: نادوا الذين اتخذتموهم أولياء من غير الله؛ ليعينوكم # على المعارضة، أو ليشهدوا لكم أنكم أتيتم بمثل القرآن بلاغة وحكمة بيان. وأمرهم بدعوة الأصنام، وهي جماد، وتسميتها شهداء، مع إضافتها لهم، وهي لا تعقل، ولا تنطق، واردان على الطريقة المعروفة بين البلغاء، المسماة في عرفهم: طريقة التهكم، وهي أسلوب لطيف يثير في نفوس المخاطبين من الألم ما قد يكون سببا لتنبههم لجهلهم وانصرافهم عن ضلالهم.
{إن كنتم صادقين}:
الصدق: مطابقة الكلام للواقع. وجواب الشرط {إن كنتم} محذوف دل عليه الكلام السابق دلالة واضحة، حتى صار ذكره في نظم الكلام، مما ينزل به عن مرتبة البلاغة. والمعنى: إن كنتم صادقين في زعم أنكم تقدرون على معارضة القرآن، فأتوا بسورة من مثله، وادعوا آلهتكم ليعينوكم، أو ليشهدوا لكم أنكم أتيتم بما يماثله في حكمة معانيه وحسن بيانه.
{فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة}:
فإن لم تفعلوا: أي: تعارضوا القرآن، وتبين لكم أن أحدا لا يستطيع معارضته، فخافوا العذاب الذي أعده الله للجاحدين، وهو النار التي وقودها الناس والحجارة.
الوقود: ما يلقى في النار لإضرامها؛ كالحطب ونحوه. والحجارة: الأصنام التي كانوا يعبدونها من دون الله، كما قال تعالى: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون} [الأنبياء: 98]. واقتران المشركين بما كانوا يعبدون في النار مبالغة في إيلامهم وتحسيرهم.
Page 47