162

Encyclopédie des Œuvres Complètes de l'Imam Muhammad al-Khidr Husayn

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

Enquêteur

علي الرضا الحسيني

Maison d'édition

دار النوادر

Édition

الأولى

Année de publication

1431 AH

Lieu d'édition

سوريا

Genres

موضع هزؤ؟ أو يحمل المصدر على معنى اسم المفعول، والمعنى: أتجعلنا مهزوءًا بنا؟ وكلا الوجهين معروف في الفصاحة العربية. وقد ذهب بعض المفسرين إلى أن هذا الاستفهام صادر عن سوء اعتقاد بنبيهم وتكذيبهم له، ومن المحتمل أن يكون صادرًا عن جفاء وغلظ في الطبع، كما فعل الأعرابي الذي جبذ النبي - ﷺبردائه حتى أثرت حاشية البرد في صفحة عاتقه، وقال له: احمل لي على بعيريَّ هذين من مال الله الذي عندك، كما رواه الشيخان، وفي رواية البيهقي: "فإنك لا تحمل لي من مالك، ولا من مالِ أبيك".
﴿قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾:
لما كان قولهم: ﴿أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا﴾ يدل على اعتقادهم أن موسى أخبر عن الله بما لم يأمر به، أجابهم موسى بقوله: ﴿أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾. وأعوذ: من العوذ، وهو الالتجاء. والإخبار عن الله بما لم يأمر به من أسفل دركات الجهل.
والمعنى: ألتجئ إلى الله من أن كون في زمرة الجاهلين. ونبهت الآية على أن الاستهزاء بأمر من أمور الدين جهل كبير، ومن الجهل ما يلقي صاحبه في أسوأ العواقب، ويقذف به في عذاب الحريق. ومن هنا منع المحققون من أهل العلم استعمال الآيات كأمثال يضربونها في مقام المزح والهزل، وقالوا: إنما أنزل القرآن ليتلى بتدبر وخشوع، وقصد إلى المحافظة على العمل به.
﴿قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ﴾:
هذا سؤال عن حال البقرة وصفتها؛ إذ وقع في نفوسهم أن البقرة التي يكون لها أثر في معرفة قاتل القتيل لا بد أن تكون على صفة خارجة عما

1 / 128