الجماعة، ثم يدعو الله تعالى له ولهم وللمسلمين أجناس ما ورد (^١).
وكان غالب دعائه: «اللهم انصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسّر الهدى لنا، اللهم اجعلنا لك شاكرين، لك ذاكرين، إليك راغبين، لك مخبتين، إليك راهبين، لك مطاويع، ربنا تقبّل توباتنا، واغسل حَوباتنا، وثبّت حُجَجَنا، واهد قلوبنا، واسلل سَخيمة صدورنا» (^٢).
_________
(^١) ما ذكره المؤلف هنا فيه نظر؛ لأنه يخالف فتوى شيخ الإسلام في هذه المسألة، فقد سُئل عن الدعاء عقب الصلاة فأجاب: «لم يكن النبي ﷺ يدعو هو والمأمومون عقيب الصلوات الخمس كما يفعله بعض الناس عقيب الفجر والعصر، ولا نُقل ذلك عن أحد ولا استحب ذلك أحدٌ من الأئمة. ومَن نقل عن الشافعي أنه استحب ذلك فقد غلط عليه. ولفظه الموجود في كتبه ينافي ذلك. وكذلك أحمد وغيره من الأئمة لم يستحبوا ذلك.
ولكن طائفة من أصحاب أحمد وأبي حنيفة وغيرهما استحبوا الدعاء بعد الفجر والعصر. قالوا: لأن هاتين الصلاتين لا صلاة بعدهما فتعوض بالدعاء عن الصلاة.
واستحب طائفة أخرى من أصحاب الشافعي وغيره الدعاء عقيب الصلوات الخمس.
وكلهم متفقون على أن من ترك الدعاء لم ينكر عليه، ومن أنكر عليه فهو مخطئ باتفاق العلماء، فإن هذا ليس مأمورًا به، لا أمر إيجاب ولا أمر استحباب في هذا الموطن، والمنكر على التارك أحق بالإنكار منه؛ بل الفاعل أحق بالإنكار، فإن المداومة على ما لم يكن النبي ﷺ يداوم عليه في الصلوات الخمس ليس مشروعًا؛ بل مكروه كما لو داوم على الدعاء قبل الدخول في الصلوات .. فإنه مكروه ... والأحاديث الصحيحة تدل على أن النبي ﷺ كان يدعو دبر الصلاة قبل السلام ويأمر بذلك». «مجموع الفتاوى»: (٢٢/ ٥١٣ ــ ٥١٢). وانظر «مجموع الفتاوى»: (٢٢/ ٤٩٢).
(^٢) ورد هذا الدعاء بألفاظٍ مختلفة عند أحمد (١٩٩٧)، وأبو داود (١٥١٠، ١٥١١)، والترمذي (٣٥٥١)، وابن ماجه (٣٨٣٠)، وابن حبان (٩٤٧، ٩٤٨)، وغيرهم من حديث ابن عباس ﵄.
1 / 759