زهد
الزهد لابن أبي الدنيا
ناشر
دار ابن كثير
ویراست
الأولى
سال انتشار
١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م
محل انتشار
دمشق
ژانرها
عرفان
٣٧٥ - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: ثنا عَوْنُ بْنُ مَعْمَرٍ، قَالَ: كَتَبَ رَجُلٌ عَالِمٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: " أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الدُّنْيَا لَيْسَتْ بِدَارِ إِقَامَةٍ، وَإِنَّمَا أُهْبِطَ آدَمُ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَيْهَا عُقُوبَةً، يَحْسَبُ مَنْ لَا يَدْرِي مَا ثَوَابُ اللَّهِ أَنَّهَا ثَوَابٌ، وَيَحْسَبُ مَنْ لَا يَدْرِي مَا عِقَابُ اللَّهِ أَنَّهَا عِقَابٌ، وَلَيْسَتْ كَذَلِكَ، وَلَكِنَّهَا دَارٌ سُلِّمَ أَهْلُهَا إِلَى النِّقْمَةِ أَوِ الْكَرَامَةِ، مِثْلُهَا مِثْلُ الْحَيَّةِ مَسَّهَا لَيِّنٌ وَفِيهَا الْمَوْتُ، فَكُنْ فِيهَا كَالْمَرِيضِ الَّذِي يُكْرِهُ نَفْسَهُ عَلَى الدَّوَاءِ رَجَاءَ الْعَافِيَةِ، وَيَدَعُ مَا يَشْتَهِي مِنَ الطَّعَامِ رَجَاءَ الْعَافِيَةِ
٣٧٦ - ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: مَا الدُّنْيَا كُلُّهَا مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا، إِلَّا كَرَجُلٍ نَامَ نَوْمَةً فَرَأَى فِي مَنَامِهِ مَا يُحِبُّ، ثُمَّ انْتَبَهَ أَنْشَدَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ لِسُلَيْمَانَ بْنِ يَزِيدَ الْعَدَوِيِّ: ⦗١٧٢⦘
[البحر الكامل]
عَجَبًا لِأَمْنِكَ وَالْحَيَاةُ قَصِيرَةٌ ... وَلِفَقْدِ إِلْفٍ لَا تَزَالُ تَرَوَّعُ
أَفَقَدْ رَضِيتَ بِأَنْ تُعَلَّلَ بِالْمُنَى ... وَإِلَى الْمَنِيَّةِ كُلَّ يَوْمٍ تُدْفَعُ
لَا تَخْدَعَنَّكَ بَعْدَ طُولِ تَجَارِبٍ ... دُنْيَا تَكَشَّفُ لِلْبَلَاءِ وَتَصْرَعُ
أَحْلَامُ نَوْمٍ أَوْ كَظِلٍّ زَائِلٍ ... إِنَّ اللَّبِيبَ بِمِثْلِهَا لَا يُخْدَعُ
وَتَزَوَّدَنَّ لِيَوْمِ فَقْرِكَ دَائِبًا ... أَلِغَيْرِ نَفْسِكَ لَا أَبَا لَكَ تَجْمَعُ
1 / 171