زبدة الفکره در تاریخ هجرت
زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة
ژانرها
وغاروا من تقحمهم واقتضت الحمية ركوبهم في مقابلة ذلك فقد تلمحنا هذه الصورة التي أقاموها عذرا في العدوان وجعلوها سببا إلى ما ارتكبوه من طغيان والجواب عن ذلك أن الغارات من الطرفين لم يحصل من المهادنة والموادعة ما يكف يدها الممتدة ولا يغير هممها المستعدة وقد كان آباو كم واجداد كم على ما علمتم من الكفر والنفاق وعدم المصافاة للاسلام والوفاق ولم يزل ملك ماردين ورعاياه منفذين ما يصدر من الاذي للبلاد والعباد عنهم متولين كبر مكرهم والله تعالى يقول ومن يتولهم منكم فإنه منهم وحيث جعلتهم هذا ذنبا موجبا للحمية الجاهلية وحاملا على الانتصار الذي زعمتم ان هممكم به ملية فقد كان هذا القصيد الذي ادعيتموه يتم بالانتقام من اهل تلك الأطراف التى اوجب ذلك فعلها والاقتصار على اخذ الثار ممن ثار اتباعا لقوله تعالي وجزاء سيئة مثلها لا أن تقصدوا الاسلام بالجموع الملفقة على اختلاف الاديان وتطأوا البقاع الطاهرة بعبدة الصلبان وتنتهكوا حرمة البيت المقدس الذي هو ثاني بيت الله الحرام وشقيق مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام وان احتججتم بان زمام تلك الغيارة بيدنا وسبب تعديهم من سيينا فقد اوضحنا الجواب عن ذلك وان عدم الصلح والموادعة اوجب سلوك هذه المسالك.
اولا فقد تلمحنا هذه الصورة وفهمنا ما اوردوه من الايات المسطورة والجواب عن ذلك ان هاولاء الرسل ما وصلوا الا وقد دنت اخيام من الخيام وناضلت السهام عن السهام وشارف القوم القوم ولم يبق للقاء الا يوم او بعض يوم وأشرعت الأسئة من الجانبين وراي كل خصمه راي العين وما نحن ممن لاحت له رغبة راغب فتشاغل عنها ولها ولا ممن يسالم فيقابل ذلك بجفوة النفار والله تعالى يقول وان جنوا للشلم فأجنح لها كيف والكتاب بعنوانه وامير المومنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه يقول ما اضمر الانسان شيئا الا ظهر في صفحات وجهه وفلتات لسانه ولو كان حضور هاولاء الرسل والسيوف وادعة في اغمادها والاستة مستكتة في اعوادها والسهام غير مفوقة والاعنة غير مطلقة لسمعنا خطابهم واعدنا جوابهم.
صفحه ۳۵۷