ومسافتها من المكان الذي كان فيه ثلاثون يوما فسار بهن وقد تركوا القماش والفرش والأثاث ولم يحملوا الا الجواهر النفيسة التي يخف حملها ويسهل نقلها ورحل السلطان عايدا وترك الوطاق بما حمل من الدهاليز المضروبة والخيام المنصوبة والأثقال التي له والعساكر والخزاين المشتملة على ذخاير هم وذخايره ولما عاين التتار هزيمة ذلك العسكر الجرار ظنوها مكيدة: ولم يحسبوها هزيمة فلبثوا ثلاثة أيام لا يتجاسرون على العبور الى المخيم ثم تحققوا أمرهم فعبروه وحووا كل ما وجدوه من الخيول والأثات والأثقال واستعرضوا ذلك كله وعادوا راجعين.
ذكر وفاة غياث الدين كيخسروا
الدين كيكاؤس وركن الدين قلج ارسلان وعلا الدين كيقباد رحمه الله تعالي.
ذكر أحوال أولاد السلطان غياث الدين
بأسمائهم مشتركة وخطب لهم جميعا وكان والدهم قد فوض ولاية عهده إلى ابنه علا الدين كيقباد ابن كرجي خاتون واتفقوا على أن يتوجه الى منكوقان يطلب منه الصلح والهدنة ويقرر معه الأتاوة ليكف عساكره المتوالية ويمنع جيوشه العادية وأما التتار فانهم استولوا على قيسارية وأعمالها وما حولها وسار اليهم مسافة شهر من أقاليم الروم وبلاد أقاليمها في هذه البرهة اللطيفة يقتلون ويأسرون وينهبون ثم استأصلوا شافتها وبالغوا في تخريبها وعادوا نحو مستقرهم.
ذكر متجددات كانت بالمغرب في هذه السنة
صفحه ۲۲