واستفحال أمرها، وتدبير ملوكها، وانتظام سلوكها، أن أذكر مبدأ أحوال هذه الطائفة، الذين قلدهم الله بسياستها، وأنهضهم بتدبير رياستها، وأجلاهم من بلادهم الشاسعة وأقطارهم الواسعة، وساقها إليهم بحكمته، وقاد إليهم أمرها بأزمته، بأسباب: مشتملة على حكم لا تدرك العقول أغوارها، ولا تبلغ الخواطر أسرارها، حتى حقن بهم الدماء، وسكن الدهماء، وصير صغارهم كبارا لقوم آخرين، ومقهوريهم لعزة قاهرين، ومن على المستضعفين منهم بتوريثهم مالك الاسلام وذهم عن حوزة أهل بيت نبيه عليه و السلام، تصديقا لأخباره و تحقيقا لآثاره المنيفات المدونة عن الثقات أنه لا تزال فئة تقاتل عن هذا الدين ظاهرة إلى يوم القيامة.
صفحه ۲