زبدة الفکره در تاریخ هجرت
زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة
ژانرها
رسول صاحب اليمن وهما الأمير مجد الدين بن أبي القاسم والقاضي محيي الدين يحيي بن البيلقاني وصحبتهما الهدايا اليمنية الجليلة من العود والعنبر واللانس والصيني والتطوع ورماح القنا وغير ذلك وكان وصولهما إلى الأبواب السلطانية وهو بالبلاد الشامية فأنزلوا بأدر الضيافة ورتبت لهم الاقامة وعوملوا بالاجلال والكرامة فلما وصل السلطان خرج المذكوران لتلقيه فشاهدوا عظمة تلك المواكب ووسامة الجيوش التي تضاهي في الكثرة والاضاءة الكواكب ورأوا مأسوري التتار الذين هم فضلات القواضب فقضوا عجبا واهتزوا مما نظروا طربا ولما استقر السلطان بالقلعة جلس في الابوان الكاملي وأحضر رسل اليمن بين يديه وقدمت الهدية لديه وعرضت طرائفها ولطائفها عليه فأنعم منها ما شاء على الأمراء والمقدمين والكبراء وشكر مهديها وسمع مشافهة رسله برسالته فكان من جملتها سؤال السلطان أن يرسل له قميص أمان وأن يكتب عليه بسم الله الرحمن الرحيم هذا أمان الله سبحانه وتعالي وأمان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأمانا لأخينا السلطان الملك المظفر شمس الدنيا والدين يوسف بن عمر صاحب اليمن المحروس انا راعون له ولأولاده مسالمون من سالمهم معادون من عاداهم ناصرون من نصرهم خاذلون من خذلهم لا نرضى له ولأولاده إلا ما رضيناه لأنفسنا وانا لا نقبل في حقه سعاية ساع ولا قول واش ولا تناله منا مضرة مدى الدهر وأعمارنا ما دام ملازما شروط مودتنا التي شافهنا بها الأمير مجد الدين رسوله فكتب له ذلك على قميص وكتب في يوم السبت سادس شهر رمضان المعظم سنة ثمانين وستمائة وهذا خطنا شاهد علينا والله على ما نقول وكيل، وسألت الرسل أن يكتب السلطان وولده الملك الصالح خطهما على القميص رفأجيبوا إلى ذلك وكتبا عليه خطهما وجهز السلطان معهم الأمير ناصر الدين محمد بن المحيي الجزري الحاجب والقاضي شرف الدين بن فرح أحد كتاب الانشاء وسير معهما تحفا وأقمشة وقطعة من الزمرد الأخضر وخيلا تترية من أكاديش العدو المخذول وشيئا من عددهم والعجلات التي أحضروها معهم وكتب في وصفها فصل من الكتاب الصادر اليه و أنه قد سير من ذلك ما هو اشراك يصطاد بها الأجل وعجل يخترم بها الآجال وان كان الإنسان خلق من عجل وتوجهت الرسل وصحبتهم الهدايا والالطاف والتحفه التي يحسن بمثلها الاتحاف.
السلطانية لأن السلطان لما جلس في الملك ونظر في أحواله وبدأ بما يجب أن تبدأ
ملك التتار بالبلاد المشرقية وهو قيدو بن قجي بن طلو بن جنكز خان يغريه بأعاديه ويحرضه على مغازيه وأرسل إلى منكوتمر ملك التتار بالبلاد الشمالية يخبره بجلوسه على المرتبة الملوكية واستقراره في سلطنة الممالك الاسلامية ويجدد معه المودة ويحرضه على قتال الكفرة والمرتدة وأرسل الى الاشكري ملك القسطنطينية لأنه الحاكم على تلك الجهات والمالك لتلك الطرقات ولا يتوصل رسل الأبواب اليها الأ من جهته ولا يبلغون مقاصدهم فيها الا بعنايته فأعاد الجواب ببذل الوداد والمساعفة على كلما يراد من توصيل الرسل والقصاد وسأل السلطان يمينا يتمسك بها فحلف له وسير رسلا لتحليفه وكان الرسول عليه الأمير نجم الدين الشويحي.
صفحه ۲۰۹