============================================================
يتكون من الديلم والأتراك، لكنه كان يصرح باحتقار الأتراك(1). وفي إحدىا المرات، أعد وليمة باذخة، ذبح فيها مئات الأبقار وآلاف الأغنام في برية أصفهان. غير أن هذه الوليمة لم تكتمل، لأنه اختلى ثلاثة أيام. وخرج في اليوم الرابع وأمر بإسراج الخيول استعدادا للعودة، لكن الخيول تمردت على مروضيها و أحدثث جلبة قوية. فأمر مرداويج بأن توضع الشروج على ظهور الأتراك ليستعرضوا أمامه في موكب مهين. حينئذ قرر الأتراك قتله انتقاما لكرامتهم الجريحة. ولم تمض تلك الليلة إلا وقد ذبحوه في الحمام.ا في بغداد، كانت الدولة تراقب أعمال مرداويج. وحين وصل الخبر باغتياله على ما يقول الصولي، الذي كان كاتبا في البلاط العباسي، ولعله زامل الرازي في ال الدراسة على المبرد وثعلب، أقيمت الاحتفالات والأفراح، وألقى الشعراء القصائد بهذه المناسبة، وقد شارك فيها الصولي نفسه بقصيدة زائية نالت إعجاب الخليفة الراضي(2).
يس من شك في أن هذه الأحداث المجنونة أثرت تأثيرا كبيرا في الإساءة إلى سمعة الإسماعيليين. وسواء أكان الرازي راضيا عنها، أم ساخطا عليها، فالمؤكد أن سمعته هو الآخر ساءت كثيرا . وقد انسحبت هذه السمعة السيئة حتى على أعماله الجيدة، مثل "الزينة" . فلم يعذ أحد يتذكره على الإطلاق في الأوساط الغوية والأدبية. ويبدو أنه مات متواريا من مرداويج نفسه سنة 322، أي قبل ذبح هذا الأخير بسنة واحدة.
أعمال أبي حاتم الرازي عرضنا لثلاثة كتب من كتب أبي حاتم، هي "الزينة"، و"أعلام النبوة"، و"الإصلاح"، وبينا التواريخ التقريبية لكتابة كل منها سابقا . وقلنا إن "الزينة" كتب (1) يقول آدم متز: كان له أربعة آلاف من المماليك الأتراك، إلى جانب خمسين ألفا من الديلم ، ينظر: متز: الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري 52/1 .
(2) الصولي : الأوراق، أخبار الراضي والمتقي ص 31 .
صفحه ۲۸