323

زهر الاداب و ثمر الالباب

زهر الأداب وثمر الألباب - العلمية

ناشر

دار الجيل

محل انتشار

بيروت

قال البديع: حدثنى عيسى بن هشام قال: اشتهيت الأزاذ، وأنا ببغداذ «١»، وليس معى عقد، على نقد «٢»، فخرجت أنتهز محالّه، حتى أحلّنى الكرخ «٣»؛ فإذا أنا بسوادىّ يحدو بالجهد حماره، ويطرّف بالعقد إزاره «٤»؛ فقلت:
ظفرنا والله بصيد، وحيّاك الله أبا زيد! من أين أقبلت؟ وأين نزلت؟ ومتى وافيت، فهلمّ إلى البيت. فقال السّوادى: لست بأبى زيد، وإنما أبو عبيد! فقلت: نعم لعن الله الشيطان، وأبعد النّسيان، أنسانى طول العهد بك، كيف أبوك، أشابّ كعهدى، أم شاب بعدى؟ «٥» قال: قد نبت المرعى على دمنته «٦»، وأرجو أن يصيّره الله إلى جنّته، فقلت: إنّا لله، ولا قوة إلا بالله، ومددت يد البدار، إلى الصّدار «٧» أريد تمزيقه، وأحاول تخريقه «٨» فقبض السوادىّ على خصرى بجمعه «٩»؛ وقال: نشدتك بالله لا مزّقته، فقلت:
فهلم إلى البيت نصب غداء، أو إلى السوق نشترى شواء؛ والسوق أقرب، وطعامه

2 / 343