139

زهر الاداب و ثمر الالباب

زهر الأداب وثمر الألباب - العلمية

ناشر

دار الجيل

محل انتشار

بيروت

معانيه، فتنزهت في زرابىّ محاسنه عيون الناظرين» ، وأصاخت لنمارق «٢» بهجته آذان السامعين. وقال الماتح: أبين الكلام ما علقت وذم ألفاظه ببكرة معانيه «٣»، ثم أرسلته في قليب الفطن «٤» فمتحت به سقاء يكشف الشهات، واستنبطت به معنى يروى من ظمأ المشكلات. وقال الخياط: البلاغة قميص؛ فجربّانه البيان «٥»، وجيبه المعرفة، وكمّاه الوجازة، ودخاريصه الإفهام «٦»، ودروزه الحلاوة «٧»، ولابس جسده اللفظ، وروحه المعنى. وقال الصّباغ: أحسن الكلام ما لم تنض بهجة إيجازه «٨»، ولم تكشف صبغة إعجازه، قد صقلته يد الرويّة من كمود الإشكال، فراع كواعب الآداب، وألّف عذارى الألباب. وقال الحانك: أحسن الكلام ما اتّصلت لحمة ألفاظه بسدى معانيه «٩» فخرج مفوّفا منيّرا، وموشّى محبّرا. وقال البزاز «١٠»: أحسن الكلام ما صدق رقم ألفاظه، وحسن نشر معانيه فلم يستعجم عنك نشر، ولم يستبهم عليك طىّ. وقال الرائض: خير الكلام ما لم يخرج عن حدّ التّخليع «١١»، إلى منزلة

1 / 157