الله -: (لو كان الحديث خيرا لذهب كما ذهب الخير) (١٦) .
صدق والله وأي خير في حديث مخلوط صحيحه بواهيه، وأنت لا تفليه ولا تبحث عن ناقليه، ولا تدين الله به.
أما اليوم في زماننا فما يفيد المحدث الطلب والسماع مقصود الحديث من التدين به، بل فائدة السماع [ليروي] (١٧) فهذا والله لغير الله، خطابي معك يا محدث لا مع من يسمع ولا يعقل ولا يحافظ على الصلوات، ولا يجتنب الفواحش ولا قرش الحشائش ولا يحسن أن يصدق فيها، فيا هذا لا تكن محروما مثلى فأنا نحس أبغض المناحيس (١٨) .
وطالب الحديث اليوم ينبغي له أن ينسخ أولا (الجمع
_________
(١٦) هذا الاسناد حسن، وقد أخرجه الخطيب في (شرف أصحاب الحديث، ص ١٢٣) مع اختلاف يسير في الألفاظ وإسناده صحيح، وأحمد بن يوسف هذا: ثقة مامون، له ترجمة في (تاريخ بغداد، ٥: ٢١٨، ٢١٩)، و(الأنساب، ٣: ٥٩) .
(١٧) وفي "م" (يروى) .
(١٨) ولا شك أن هذا من تواضعه الجم، واستحقاره لنفسه - رحمه الله تعالى -.
1 / 28