یونس در شکم نهنگ

عبد الغفار مکاوی d. 1434 AH
63

یونس در شکم نهنگ

يونس في بطن الحوت

ژانرها

الموكب لا ريب قادم في الطريق. أنا إذن سأبصره بعيني هاتين، بل ربما استطعت أن أندس بين صفوف الجند العظام، وأن أهتف مع الهاتفين، وأمد يدي فألمس - أقول ألمس! - العربة الإمبراطورية المزينة بالورود، المتوجة بالذهب وبالفضة. ومن يدري؟ فلعلي أستطيع أن ألفته إلى وجودي، ولعل الشجاعة أن تواتيني فأمد إليه يدي بشكواي. سيطرق قيصر العظيم برأسه، وربما ابتسم، وربما مال على أذني ليقول لي: «أنا لم أنسك قط. أنا لن أنساك في يوم من الأيام.» ولكن هل أستطيع حقا أن أنفذ من الستار العظيم الذي يطوقه بالرجال والسلاح؟ هل أستطيع حقا أن أعبر السياج المتين الذي تصنعه الهيبة والجلال حول مجده الإمبراطوري؟!

وا فرحتي بين العالمين!

من كان يصدق أنني سأرى قيصر؟

هل يمكن أن يتحقق الحلم في لحظة واحدة؟

سيعبر الموكب بعد قليل.

يا إلهي! ماذا يحدث لو أن قلبي خانته الشجاعة؟ سترهبه الأبواق التي تزعق من حولي، ستخيفه مواكب الجنود التي تزحم المكان، سيتلفت حوله فيجد نفسه غريبا ، مفقودا، عبر به الموكب، وانفضت الجموع ، وخرس الضجيج.

جاري يصيح وحنجرته تكاد تنشق: الموكب في الطريق.

وامرأة عجوز تداعب حفيدها وتشير بيدها النحيلة قائلة: عما قليل يمر من أمامنا قيصر.

وطفلة تفتح عينيها وتهتف بصوتها اللطيف: أليست هذه هي العربة يا أبي؟

لكنني لا أرى على مدى البصر شيئا.

صفحه نامشخص