إن القنغر لا يزال ينمو باطراد، وهذا شيء غريب جدا ومحير للغاية. لم أعرف حيوانا آخر يستغرق هذه المدة الطويلة في النمو، إن له فراء يغطي رأسه الآن، ولكن الفراء لا يشبه فراء القنغر، بل يشبه شعرنا تماما، لولا أنه أكثر نعومة وأقل جعدا ولونه أحمر وليس بأسود، إنني أكاد أفقد عقلي كلما فكرت في النمو السريع لهذا الحيوان العجيب الذي لم يسبق أن سجل نوعه بين الحيوانات.
لو قدر لي أن أصيد حيوانا آخر! إنني يائس؛ ذلك لأنه نوع جديد، بل هو نوع فريد.
وقد اصطدت قنغرا حقيقيا، ووضعته معه ظنا مني أنه سيصاحبه، فلا يشعر بالوحدة؛ وذلك لصلة القرابة التي بينهما، كما أنه سيحس بالعطف نحوه نظرا لوجوده بين غرباء لا يعرفون طباعه، ولا عاداته، ولا ماذا يفعلون لكي يشعروه أنه بين أصدقاء!
ولكن كان هذا العمل منا خطأ كبيرا؛ إذ إنه أصيب بنوبات عندما رأى القنغر، حتى إنني اقتنعت بأنه لم ير قنغرا من قبل، إنني أشفق على هذا الحيوان الصغير المسكين، ولا حيلة لي في طريقة أستطيع بها أن أحاول إسعاده. آه لو استطعت أن أروضه! ولكن هذا من رابع المستحيلات، إن حواء ترفض السماح بهذا، ولكن هذه قسوة منها! إن الحيوان لا يزال يحس بالوحدة، فإنه نظرا لعدم استطاعته العثور على حيوان آخر مثله لا بد أن يحس بالوحدة بالرغم منه.
بعد خمسة أشهر أخرى
إنه ليس بقنغر ... لا! إنه يستطيع الآن أن يقف على قدميه، ويمسك بأصابع حواء، ثم يسير بضع خطوات على ساقيه الخلفيتين، وبعد ذلك يقع، ربما كان نوعا غريبا من أنواع الدببة، ولكن ليس له ذيل، وليس له فراء غير الشعر الذي على رأسه، وهو لا يزال مطرد النمو، إن هذه حال غريبة، فالدببة تكبر في سن مبكرة عن ذلك، إن الدببة خطرة، وقد أدركت هذا منذ وقعت المصيبة التي حلت بنا، ولن أسمح لهذا الدب أن يتجول في منطقتنا دون أن أضع كمامة على فمه ... لقد تقدمت لحواء أعرض عليها أن أهديها قنغرا إذا طردت هذا الحيوان الغريب، ولكن كان هذا عبثا، إنها مصممة على تعريضنا للمكاره، لم تكن هذه حالها قبل أن تفقد عقلها!
بعد ذلك بأسبوعين
لقد فحصت فمه، ليس ثمة خطر! إن له سنا واحدة، وليس له ذيل حتى الآن، غير أن صوته أعلى بكثير من ذي قبل، وبخاصة في الليل، لقد تركت المخبأ ورقدت خارجه، ولكنني سأعاود فحص فمه، فإذا زاد عدد أسنانه، فإن الوقت سيكون قد آن لكي يطرد، سواء كان له ذيل أم لا؛ لأن الدب ليس في حاجة إلى ذيل لكي يصبح خطرا.
بعد ذلك بأربعة أشهر
لقد قضيت شهرا بعيدا عن البيت في الصيد والقنص في منطقة تسميها هي «بافالو»
صفحه نامشخص