یاقوته غیاصه

ابن حنش d. 719 AH
109

یاقوته غیاصه

ياقوتة الغياصة الجامعة لمعاني الخلاصة

ژانرها

وأما تعدادها فهي ثمانية، وتعييناتها: القرب والبعد المفرطان، والدقة واللطافة، والحجاب الكثيف، وكونه المرئي خلاف جهة الرائي، وكون محله في بعض هذه الأوصاف وعدم الضياء المناسب للعين، ومنهم من جعل الموانع ستة: فحذف القرب والمفرط وعدم الضياء المناسب للعين؛ ووجه حذفهما أن من تمام صحة الحاسة انفصال الشعاع عن العين على وجه الصحة والإستقامة، وإتصاله بضياء مناسب بين الرائي والمرئي ومع القرب المفرط نحو المثل في العين وعدم الضياء لا يحصل ذلك فكانت الحاسة غير صحيحة، ومن شرط المانع أن تكون زائدا على فساد الحاسة.

وأما أمثلتها، فمثال البعد المفرط أن تكون بين جهة الرائي والمرئي مسافة لا يمكن الرؤية معها، والقرب المفرط مثل المثل في العين والجفن، والرؤية مثل أجسام الملائكة والجن، واللطافة مثل: الجوهر الفرد، والحجاب الكثيف مثل الجدار، واحترزنا بالكثيف عن الرقيق نحو الزجاج، وكونه المرئي في خلاف جهة الرائي مثل أن تكون حلقة، وكون محله ببعض هذه الأوصاف وهذا المانع يخص الأعراض المدركة؛ لأنه يقال فيها أنها قرينة، ولا تعتده؛ لأنها لا تكون في الجهة على سبيل الاستقلال، بل على وجه التبع لمحلها، فيقال: إنها في محل قريب أو بعيد أو محجور أو رقيق أو لطيف أو كثيف، أو أن محلها في خلاف جهة الرائي، والدليل على حصرها أنه لم يوجد مانع سواها إلا بالوجود مانعا؛ لأن لو جوزنا مانعا سواها لأدى إلى قبح باب الجهالات حتى يجوز أن تكون بين أيدينا قبلة ونحن لا نراها مع صحة الحاسة وارتفاع الموانع المعقولة، بأن يمنع من رؤيتها المانع المجوز والمعلوم خلاف ذلك.

صفحه ۱۱۰