لقد بسطت لسانك وعدوت طورك وخادعك نفسك غير انك لا تبرح حتى تؤمن إن شاء الله تعالى فتبسم الاعرابي وقال هيه فقال الحسن صلوات الله عليه قد اجتمعتم في نادى قومك وتذاكرتم ما جرى بينكم على جهل وخرق منكم وزعمتم ان محمدا لصبور والعرب قاطبة تبغضه ولا طالب له بثاره وزعمت انك قاتله وكان قومك مؤنته فحملت نفسك على ذلك وقد أخذت قناتك بيدك ترميه (تريمه خ) وتريد قتله فعسر عليك مسلكك وعمى عليك بصرك واتيت إلى ذلك فاتيتنا خوفا من أن يستهزء بك وإنما جئت لخير يراد بك أنبئك عن سفرك خرجت في ليلة ضحياء إذ عصفت ريح شديدة اشتد منها ظلماؤها وأطبقت سماؤها و اعصر سحابها وبقيت متجرما كالاسقر ان تقدم تجرف ان (عقر) لا يسمع الواطي حسا ولا لنافخ خرسا تداكت عليك غيومها وتوارت عنك نجومها فلا تهتدى بنجم طالع ولا بعلم لامع تقطع محجة وتهبط لجة بعد لجة في ديمومة قفر بعيدة العقر محجفة بالسفر إذا علوت مصعدا أدرك بعد الريح يخطفك (أردت الريح تخبطك في ريح عاصف وبرق خاطف خ) والشوك يخبطك في ريح عاصف وبرق خاطف قد أوحشتك قفارها وقطعتك سلامها فانصرفت فإذا أنت عندنا فقرت عينك وظهرت زينتك و ذهب ابنك قال: منذ قلت يا غلام هذا كأنك قد كشفت عن سويداء قلبي وكأنك كنت شاهدي وما خفى عليك شئ من امرى وكأنك عالم الغيب يا غلام لقني الاسلام قال الحسن صلوات الله عليه الله أكبر قل اشهد ان لا إله إلا الله وحده
صفحه ۶۱