بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعن الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى.
اما بعد - فيقول أفقر العباد إلى ربه الغنى هاشم بن سليمان بن إسماعيل بن عبد الجواد الحسيني البحراني انه لما وفق الله سبحانه إلى تأليف كتاب مدينة معاجز الأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم أجمعين خطر بالبال وسنح في الخيال ان أؤلف كتابا آخر في أصول تلك المعاجز والدلائل مما خص الله جل جلاله نبينا محمدا والأئمة الاثني عشر من أهل بيته صلوات الله عليهم وسلامه وما استودعهم من سرائر علومه وما استحفظهم من مخزونه ومكتومه فاظهر على أيديهم المعاجز والدلائل لأنهم حجته على عباده وخلفائه في بلاده على الأواخر والأوائل وجعلهم علما بينا وهاديا نيرا حجج الله ودعاته ورعاته على خلقه يدين بدينهم العباد وتستهل بنورهم البلاد وينموا ببركتهم التلاد وجعلهم حياة للأنام ومصابيح للظلام ومفاتيح للكلام ودعائم للاسلام جرت بذلك فيهم تقادير الله على محتومها فهم الهداة المنتجبون والقوام المرتجون اصطفاهم الله بذلك بقية من آدم وخيرة من ذرية نوح ومصطفون من آل إبراهيم وسلالة إسماعيل أيدهم بروحه استودعهم سره واستحفظهم علمه و استحباهم حكمته واسترعاهم لدينه وانتدبهم لعظيم امره وأحباهم مناهج سبيله وفرائضه وحدوده فقام بهم العدل عند تحير أهل الجهل
صفحه ۲
وتميز أهل الجدل بالنور الساطع والشفاء النافع بالحق الأبلج والبيان من كل مخرج فليس يجهل حقهم الا شقى ولا يجحدهم الا غوى ولا يصد عنهم الا جرى على الله جل وعلا، فهم الصراط المستقيم والحق القويم فاز من ولاهم وخاب من عاداهم عليهم أفضل الصلوات وأكمل التحيات فصار هذا الكتاب جامعا لأجزل العوائد وأحسن الفوائد وامنح الفرائد مأخوذا من كتب معتمدة وأصول ممهدة مصنفات لمشايخ ثقات مشهورين وأفاضل علماء معلومين بروايات مسندة متصلة باهل العصمة سلام الله عليهم أجمعين فهو تحفة للاخوان ونور يستضاء به أهل الايمان وجعلته على أحد وعشرين بابا.
الباب الأول: ان القرآن فيه تبيان كل شئ وفيه ما تسير به الجبال. وتقطع به الأرض، ويكلم به الموتى، وان فيه لايات ما يراد بها امر الا ان يأذن الله جل جلاله به والنبي والأئمة الاثني عشر يعلمون ذلك صلوات الله عليهم.
الباب الثاني: انهم عليهم السلام: ومن عنده علم الكتاب.
الباب الثالث: انهم خزان علم الله جل جلاله. الباب الرابع: انهم، صلى الله عليهم أعطاهم اسم الله الأعظم.
الباب الخامس: ان عندهم عليهم السلام علم ما في السماء وما في الأرض وعلم ما كان وعلم ما يكون وما يحدث بالليل والنهار وساعة وساعة وعندهم علم النبيين وزيادة.
الباب السادس: انهم عليهم السلام إذا شاؤوا ان يعلموا اعلموا وان قلوبهم مورد إرادة الله سبحانه إذا شاء شيئا شاؤه.
صفحه ۳
الباب السابع: انهم عليهم السلام محدثون.
الباب الثامن: انهم سلام الله عليهم ينكت في قلوبهم العلم و ينقر في آذانهم صلوات الله عليهم.
الباب التاسع: انه سبحانه وتعالى أيدهم عليهم السلام بروح القدس الذي به عرفوا الأشياء.
الباب العاشر: انهم هم المتوسمون صلوات الله عليهم.
الباب الحادي عشر: انهم عليهم السلام لا يحجب عنهم شئ من امر الناس ويعرفون الرجل بحقيقة الايمان والنفاق والمحب لهم والمبغض.
الباب الثاني عشر: ان اعمال العباد تعرض عليهم سلام الله عليهم.
الباب الثالث عشر: انه ما يحدث حدث في الناس الا علموا به سلام الله عليهم.
الباب الرابع عشر: ان عندهم عليهم السلام علم المنايا والبلايا.
الباب الخامس عشر: ان عندهم عليهم السلام أسماء الملوك ومصحف فاطمة عليها السلام.
الباب السادس عشر: ان عندهم ديوان فيه أسماء شيعتهم سلام الله عليهم.
الباب السابع عشر: انهم عليهم السلام موضع سر الله جل جلاله.
الباب الثامن عشر: الأبواب التي فتحها رسول الله (ص) لأمير المؤمنين (ع) والأحاديث والكلمات.
الباب التاسع عشر: ان الله جل جلاله اختصهم بليلة القدر وما
صفحه ۴
ينزل عليهم من الملائكة والروح من العلوم سلام الله عليهم.
الباب العشرون: انهم عليهم السلام يزادون في ليلة الجمعة ولولا أنهم يزادون لنفد ما عندهم وعندهم علم الملائكة والرسل.
الباب الحادي والعشرون: فيما يعرف به الامام وما أعطى الله عز وجل رسول الله والأئمة عليهم السلام من أنواع شتى ولا ريب ان من استودع ذلك واستحفظه لا يعزب عنه شئ اراده وأقدره الله سبحانه و تعالى على اخراج المعجزات وابراز الدلالات وصار العلم بذلك كالكليات وما يخرج على أيديهم كالجزئيات ليكون ذلك دليلا على النبي في دعوى النبوة وعلى الامام في دعوى الإمامة لان الله جل جلاله أصدق الصادقين إذا أقدرهم على شئ لا يكون الا منه جل وعلا دل ذلك على صدقهم في دعويهم وذلك واضح بين لأنه العدل الحكيم لا يفعل قبيحا ولا يخل بواجب وسميته بينابيع المعاجز وأصول الدلائل ومن الله سبحانه وتعالى استمد وعليه اعتمد وهو حسبنا ونعم الوكيل.
صفحه ۵
بسم الله الرحمن الرحيم الأول ان القرآن فيه تبيان كل شئ، وفيه ما تسير به الجبال، وتقطع به الأرض ويكلم به الموتى، وان فيه لايات ما يراد بها امر الا ان يأذن الله جل جلاله به والنبي والأئمة الاثنا عشر صلوات الله عليهم يعلمون ذلك.
محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات وكلما في هذا الكتاب عنه فهو منه عن علي (محمد - خ م) بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن عبد الله بن الوليد قال قال لي أبو عبد الله (ع) أي شئ تقول الشيعة في عيسى وموسى وأمير المؤمنين (ع) قلت: يقولون إن عيسى وموسى أفضل من أمير المؤمنين (ع) فقال. أيزعمون ان أمير المؤمنين (ع) قد علم ما علم رسول الله (ص) قلت: نعم ولكن لا يقدمون على أولى العزم من الرسل منه أخاصمهم قال: قال الله تبارك وتعالى لموسى (ع) <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/7/143" target="_blank" title="الأعراف 143">﴿وكتبنا له في الألواح من كل شئ﴾</a> (١) فعلمنا انه لم يكتب لموسى كل شئ، وقال الله تبارك وتعالى لعيسى <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/43/63" target="_blank" title="الزخرف 63">﴿ولابين لكم بعض الذي تختلفون فيه﴾</a> (2)
صفحه ۶
وقال الله تبارك وتعالى لمحمد (ص) (وجئنا بك شهيدا على هؤلاء (1) ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ (2).
عنه عن جعفر بن محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن عمرو عن عبد الله بن الوليد السمان قال: قال أبو جعفر (ع) يا عبد الله ما تقول الشيعة في علي وموسى وعيسى قلت جعلت فداك وعن أي حالات تسألني قال: أسألك عن العلم فاما الفضل فهم سواء قال قلت جعلت فداك فما عسى أقول فيهم؟ قال: هو والله أعلم منهما ثم قال يا عبد الله أليس يقولون إن لعلى (ع) ما لرسول الله (ص) من العلم قال قلت: نعم قال: فخاصمهم فيه ان الله تبارك وتعالى قال لموسى (وكتبنا له في الألواح من كل شئ) فاعلمنا انه لم يبين له الامر كله وقال الله تبارك وتعالى لمحمد (ص) (وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ) (3).
محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن حماد بن عثمان عن عبد الاعلى بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول ولدني رسول الله (ص) وانا اعلم كتاب الله وفيه بدؤ الخلق وما هو كائن إلى يوم القيمة وفيه خبر السماء وخبر الأرض وخبر الجنة وخبر النار ما كان وما هو كائن اعلم ذلك كما انظر إلى كفى ان الله عز وجل يقول (فيه تبيان كل شئ) (4)
صفحه ۷
ورواه الصفار في بصائره عن محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الاعلى بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله (ع) وذكر الحديث.
عنه عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن يونس بن يعقوب عن الحرث بن المغيرة وعدة من أصحابنا منهم عبد الاعلى وأبو عبيدة وعبد الله بن بشير الخثعمي سمعوا أبا عبد الله (ع) يقول انى لاعلم ما في السماوات وما في الأرض واعلم ما في الجنة واعلم ما في النار واعلم ما كان وما يكون ثم مكث هنيئة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه منه فقال: علمت ذلك من كتاب الله عز وجل يقول (فيه تبيان كل شئ ) (1).
العياشي باسناده عن يونس عن عدة من أصحابنا قالوا: قال أبو عبد الله (ع) انى لأخبركم خبر السماء وخبر الأرض وخبر ما كان وما هو كائن كأنه في كفى ثم قال من كتاب الله اعلمه ان الله يقول (فيه تبيان كل شئ (2).
عنه باسناده عن منصور عن حماد اللحام قال قال أبو عبد الله (ع) نحن والله نعلم ما في السماوات وما في الأرض وما في الجنة وما في النار وما بين ذلك قال: فبهت انظر إليه فقال: يا حماد ان ذلك
صفحه ۸
في كتاب الله ثلاث مرات قال ثم تلا هذه الآية (ويوم نبعت في كل أمة شهيدا من أنفسهم وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) انه من كتاب الله فيه تبيان كل شئ (1).
وعنه باسناده عن عبد الله بن الوليد قال قال. أبو عبد الله (ع) قال الله لموسى (وكتبنا له في الألواح من كل شئ) فعلمنا انه لم يكتب لموسى الشئ كله وقال الله لعيسى (ولابين لكم بعض الذي تختلفون فيه) وقال لمحمد (ص) (وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ (2).
محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسى عن أبي عبد الله المؤمن عن عبد الاعلى مولى آل سام قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول والله انى لاعلم كتاب الله من أوله إلى آخره كأنه في كفى فيه خبر السماء وخبر الأرض وخبر ما كان وخبر ما هو كائن قال الله: (فيه تبيان كل شئ) (3).
ورواه محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عيسى عن أبي عبد الله المؤمن عن عبد الاعلى مولى آل سام قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول وذكر الحديث.
أبو جعفر محمد بن جرير الطبري عن أبي الحسن محمد بن هارون بن موسى قال: حدثنا أبي عن أحمد بن الحسين عن أبيه عن الحسن بن علي
صفحه ۹
عمن ذكره عن حذيفة بن منصور عن يونس قال: سمعته يقول وقد مررنا بجبل فيه دود فقال اعرف من يعلم إناث الدود من ذكره وكم عدده قال: نعلم ذلك من كتاب الله قال: وفى كتاب الله تبيان كل شئ (1) أورد الطبري هذا الحديث في معجزات الصادق (ع).
محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر أو غيره عن محمد بن حماد عن إبراهيم عن أبيه عن أبي الحسن الأول (ع) قال قلت له جعلت فداك اخبرني عن النبي (ص) ورث النبيين كلهم قال: نعم من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه قال: ما بعث الله نبيا الا ومحمد (ص) اعلم منه قال قلت إن عيسى بن مريم كان يحيى الموتى بإذن الله قال: صدقت وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير أو كان رسول الله (ص) يقدر على هذه المنازل قال فقال: ان سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده وشك في امره فقال (مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين) حين فقده وغضب عليه فقال: (لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين) وإنما غضب لأنه كان يدله على الماء فهذا وهو طاير قد أعطى ما لم يعط سليمان وقد كانت الريح والنمل والجن والانس والشياطين والمردة له طائعين ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء وان الطير تعرفه، وان الله يقول في كتابه (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى) قد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان، وتحيى به الموتى ونحن نعرف الماء تحت الهواء وان في كتاب الله لايات ما يراد بها امر الا ان
صفحه ۱۰
يأذن الله به مع ما قد يأذن الله ما (مما - خ م) كتبه الماضون وجعله الله لنا في أم الكتاب ان الله يقول (وما من غائبة في السماء والأرض الا في كتاب مبين) ثم قال (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) فنحن الذين اصطفينا من عبادنا، فنحن الذين اصطفينا الله عز وجل وأورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شئ (1).
ورواه محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن حماد عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبيه عن أبي الحسن الأول (ع).
ورواه أيضا الصفار في موضع آخر من بصائر الدرجات عن محمد بن حماد عن أخيه أحمد بن حماد عن إبراهيم عن أبيه عن أبي الحسن الأول (ع) قلت من تقطيع الأرض والسير فيها (2).
ورواه الشيخ المفيد في كتاب الاختصاص باسناده عن عبد الصمد بن علي قال: دخل رجل على علي بن الحسين (ع) فقال له علي بن الحسين من أنت؟ قال: أنا رجل منجم عراف قال: فنظر إليه ثم قال هل أدلك على رجل قد مر منذ دخلت علينا في أربعة عشر عالما كل عالم أكبر من الدنيا ثلث مراتب لم يتحرك من مكانه قال، ومن هو قال: انا وان شئت أنبأتك بما اكلت وما ادخرت في بيتك (3).
والاخبار بما اكل وما ادخر وغير ذلك من المعجزات من الأئمة (ع) فقد ذكرت في كتاب مدينة المعاجز بما لا مزيد عليه
صفحه ۱۱
فليؤخذ من هناك قال مؤلف هذا الكتاب هذا الأصل صارت المعجزات من النبي (ص) والأئمة (ع) فان الله جل جلاله قد أعطاهم هذا الكتاب الذي فيه تبيان كل شئ، وعلم ما كان وما يكون، وما يراد به امرا الا ان يأذن الله سبحانه به وهل مرجع جميع المعجزات الا علم ما كان وما يكون وما يراد امرا الا حصل، فسبحان الله وبحمده الذي أعطاهم وفضلهم واختارهم على علم على العالمين والحمد لله رب العالمين.
صفحه ۱۲
الباب الثاني انهم (ع) ومن عنده علم الكتاب محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن محمد بن الحسن عمن ذكره جميعا عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية قال قلت لأبي جعفر (ع) (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) قال: إيانا عنى وعلي أولنا وأفضلنا وخيرنا بعد النبي (ص ) (1).
قلت هذا الحديث متصل لان إبراهيم بن هاشم روى عن ابن أبي عمير.
عنه عن أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن عباد بن سليمان عن أبيه عن سدير قال. كنت أنا وأبو بصير ويحيى البزاز، وداود بن كثير في مجلس أبى عبد الله (ع) إذ خرج علينا وهو مغضب فلما اخذ مجلسه قال: يا عجبا لأقوام يزعمون انا نعلم الغيب ما يعلم الغيب الا الله عز وجل لقد هممت بضرب جاريتي فلانة فهربت منى فما علمت في أي بيوت الدار هي؟ قال سدير فلما ان قام من مجلسه وصار في منزله دخلت انا وأبو بصير وميسر وقلنا له جعلنا فداك سمعناك وأنت تقول كذا وكذا في امر جاريتك، ونحن نعلم أنك تعلم علما كثير أولا ننسبك إلى علم الغيب قال: فقال يا سدير أما تقرء القرآن
صفحه ۱۳
قلت بلى قال: فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز وجل قال: الذي عنده علم من الكتاب انا آتيك به قبل ان يرتد إليك طرفك قال قلت جعلت فداك قد قرأت قال: فهل عرفت الرجل وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب قال: قلت اخبرني به قال: قدر قطرة من الماء في البحر الأخضر فما يكون ذلك من علم الكتاب.
قال قلت: جعلت فداك ما أقل هذا قال فقال: يا سدير ما أكثر هذا ان ينسبه الله عز وجل إلى العلم الذي أخبرك به يا سدير فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز وجل أيضا (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) قال قلت قد قرأته جعلت فداك قال أفمن عنده علم الكتاب كله أفهم من عنده علم الكتاب بعضه قال قلت: لا بل من عنده علم الكتاب كله، قال:
فأومى بيده إلى صدره وقال علم الكتاب والله كله عندنا، علم الكتاب والله كله عندنا (1).
ورواه أيضا الصفار في بصائر الدرجات.
علي بن إبراهيم قال: حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن أبي عبد الله (ع) قال: الذي عنده علم الكتاب هو أمير المؤمنين (ع) وسئل عن الذي عنده علم من الكتاب اعلم أم عنده علم الكتاب فقال: ما كان علم الذي عنده علم من الكتاب عنده الذي عند علم الكتاب الا بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر وقال أمير المؤمنين (ع): الا ان العلم الذي هبط به آدم من السماء إلى الأرض وجميع ما فضلت به النبيون إلى
صفحه ۱۴
خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين (1).
محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن بكير عن أبي عبد الله (ع) قال: كنت عنده فذكروا سليمان وما أعطى من العلم وما أوتي من الملك فقال لي: وما أعطى سليمان بن داود إنما كان عنده حرف واحد من الاسم الأعظم وصاحبكم الذي قال الله (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب (2)) و كان والله عند علي عليه السلام علم الكتاب فقلت صدقت والله جعلت فداك (3).
وعنه عن أحمد بن موسى عن الحسن بن موسى الخشاب عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي عن أبي عبد الله (ع) قال: قال: الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل ان يرتد إليك طرقك. قال ففرج أبو عبد الله (ع) بين أصابعه فوضعها على صدره ثم قال: والله عندنا علم الكتاب كله (4).
وعنه عن محمد بن الحسين (الحسن - خ ل) عن النضر بن شعيب عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (ع) قال سمعته يقول في قول الله تبارك وتعالى (ومن عنده علم الكتاب على ابن أبي طالب (ع) (5).
وعنه عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جابر قال قال أبو جعفر (ع) في هذه الآية
صفحه ۱۵
(قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) قال علي بن أبي طالب (ع) (1).
وعنه عن محمد بن الحسين عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن بريد بن معاوية قال قلت لأبي جعفر (ع) (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) قال إيانا عنى وعلي أولنا وأفضلنا، وخيرنا بعد النبي (ص) (2).
وعنه عن أحمد بن محمد عن البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن بعض أصحابنا قال: كنت مع أبي جعفر (ع) في المسجد أحدثه إذ مر إذ مر بعض ولد عبد الله بن سلام فقلت: جعلت فداك هذا ابن الذي يقول الناس عنده علم الكتاب فقال (ع) لا إنما ذاك علي بن أبي طالب (ع) نزلت فيه خمس آيات: أحدها (قل كفى بالله شهيدا بيني و بينكم ومن عنده علم الكتاب) (3).
وعنه عن عبد الله بن محمد عمن رواه عن الحسن بن علي بن النعمان عن محمد بن مروان عن فضيل بن يسار عن أبي جعفر (ع) في قول الله عز وجل قل كفى الله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب قال أنزلت في علي بن أبي طالب (ع) انه عالم هذه الأمة بعد النبي (ص) (4).
وعنه عن أبي الفضل العلوي قال حدثني (سعيد) بن عيسى الكربزي البصري عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير عن أبيه عن شريك بن عبد الله عن عبد الاعلى الثعلبي عن أبي تمام عن سلمان الفارسي عن أمير المؤمنين (ع) في قول الله تبارك وتعالى (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم و
صفحه ۱۶
من عنده علم الكتاب) فقال انا هو الذي عنده علم الكتاب وقد صدقه الله وأعطاه الوسيلة في الوصية فلا تخلى أمته من وسيلة إليه والى الله فقال: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة. (1)).
وعنه عن عبد الله بن محمد عمن رواه عن الحسين (الحسن - خ م) بن علي بن النعمان عن محمد بن مروان عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر (ع) في قول الله عز وجل: (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب قال : نزلت في علي بن أبي طالب انه عالم هذه الأمة بعد النبي (ص) (2).
ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى بن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن عمرو بن المغلس عن خلف بن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال: سألت رسول الله (ص) عن قول الله جل ثناؤه (قال الذي عنده علم من الكتاب) قال ذاك وصي أخي سليمان بن داود فقلت له يا رسول الله فقول الله: (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) قال: ذاك أخي علي بن أبي طالب (3).
العياشي باسناده عن بريدة بن معاوية العجلي قال قلت: لأبي جعفر (ع) (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) قال: إيانا عنى وعلي أفضلنا، وأولنا، وخيرنا بعد النبي (ص) (4).
عنه باسناده عن عبد الله بن عطا قال قلت لأبي جعفر (ع) هذا
صفحه ۱۷
ابن عبد الله بن سلام يزعم أن أباه الذي يقول الله (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) قال: كذب هو علي بن أبي طالب عليه السلام (1).
وعنه باسناده عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر (ع) قال:
سألته عن قول الله (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) قال: نزلت في علي (ع) بعد رسول الله (ص) وفى الأئمة بعده وعلي عنده علم الكتاب (2).
وعنه باسناده عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر (ع) في قوله (ومن عنده علم الكتاب) قال نزلت في علي (ع): أنه عالم هذه الأمة بعد النبي (ص) (3).
ابن الفارسي في روضة الواعظين قال قال الباقر (ع) (ومن عنده علم الكتاب) علي بن أبي طالب (ع) عنده علم الكتاب الأول والاخر (4).
الشيخ علي بن أحمد ابن أبي منصور الطبرسي في الاحتجاج قال روى عن محمد بن أبي عمير عن عبد الله بن الوليد السمان قال: قال لي أبو عبد الله (ع) ما تقول الناس في أولى العزم وصاحبكم يعنى أمير المؤمنين (ع) قال قلت: ما يقدمون على أولى العزم أحدا فقال: ان الله تبارك وتعالى قال لموسى (وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة) ولم يقل كل شئ وقال لعيسى (ع) ولابين لكم بعض الذي تختلفون فيه ولم يقل
صفحه ۱۸
كل الذي تختلفون فيه وقال عن صاحبكم (لصاحبكم - خ ل) يعنى أمير المؤمنين (ع) (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) وقال عز وجل (ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين) وعلم هذا الكتاب عنده (1).
ابن شهرآشوب في المناقب عن محمد بن مسلم وأبى حمزة الثمالي وجابر ين يزيد عن الباقر (ع) وعلي بن فضال، والفضيل ابن يسار، وأبى بصير عن الصادق (ع)، وأحمد بن محمد الحلبي، ومحمد بن الفضيل عن الرضا (ع)، وقد روى عن موسى بن جعفر، وعن زيد بن علي (ع) عن محمد بن الحنفية، وعن سلمان الفارسي، وعن أبي سعيد الخدري، وإسماعيل السدى أنهم قالوا: في قوله تعالى (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) هو علي بن أبي أبي طالب (ع) (2).
والثعلبي في تفسيره باسناده، عن أبي معاوية، عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس، وروى عن عبد الله بن عطا عن أبي جعفر (ع) انه قيل لهما زعموا ان الذي عنده علم الكتاب عبد الله بن سلام، قال: لا وكيف وهذه السورة مكية.
وروى عن ابن عباس لا والله ما هو الا علي بن أبي طالب (ع) لقد كان عالما بالتفسير، والتأويل، والناسخ، والمنسوخ، والحلال، والحرام.
وروى عن ابن الحنفية ان علي بن أبي طالب عنده علم الكتاب
صفحه ۱۹
الأول والاخر ورواه النظيري في الخصائص (1).
ومن طريق المخالفين ما رواه الثعلبي بطريقين في معنى (ومن عنده علم الكتاب) انه علي بن أبي طالب (ع) (2).
وما رواه الفقيه ابن المغازلي الشافعي باسناده عن علي بن عابس قال: دخلت انا وأبو مريم على عبد الله بن عطا قال أبو مريم: حدث عليا بالحديث الذي حدثتني عن أبي جعفر (ع) قال: كنت عند أبي جعفر جالسا إذ مر عليه ابن عبد الله بن سلام قلت: جعلني الله فداك هذا ابن الذي عنده علم الكتاب قال: لا ولكنه صاحبكم علي بن أبي طالب (ع) نزلت فيه آيات من كتاب الله عز وجل (ومن عنده علم الكتاب، أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه، إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) الآية (3).
قال مؤلف هذا الكتاب: قد عرفت من ذلك ان نسبة علم الذي عنده علم من الكتاب والذي عنده علم الكتاب الا مثل القطرة من الماء في البحر الأخضر، ومثل ما تأخذه البعوضة بجناحها من البحر يكون معاجز هم أكثر، واقدارهم على ذلك اغزر وهم على ما يريدون أقدر.
وذكر السيد ولى بن نعمة الله الحسيني الرضوي الحايري في كتابه المعمول في تفضيل علي (ع) على أولى العزم سوى النبي (ص) قال: ذكر في كتاب الأربعين عن حماد بن خالد، عن إسحاق الأزرق
صفحه ۲۰
عن عبد الملك بن سليمان قال: وجد في ذخيرة أحد حواري عيسى (المسيح - خ البحار) في رق مكتوب بالقلم السرياني من منقور من التوراة، وذلك لما تشاجر موسى والخضر (ع) في قصة السفينة والغلام والجدار، ورجع موسى إلى قومه فسأله أخوه هارون عما استعمله من الخضر وشاهده من عجائب البحر فقال موسى (ع): بينا أنا والخضر على شاطئ البحر إذ سقط بيننا (بين أيدينا - خ البحار) طائر اخذ في منقاره قطرة من ماء البحر ورمى بها نحو المشرق، وأخذ منه ثانية ورمى بها نحو المغرب: ثم أخذ الثالثة ورمى بها نحو السماء، ثم اخذ رابعة ورمى بها نحو الأرض، ثم أخذ خامسة وألقاها في البر فبهت والخضر عليه السلام من ذلك وسألته عنه فقال: لا اعلم (فبهتنا لذلك فسألت الخضر (ع) عن ذلك فلم يجب - خ البحار) فبينما نحن كذلك وإذا بصياد يصيد في البحر فنظر الينا فقال: مالي أراكما في فكرة (وتعجب) من الطائر فقلنا هو كذلك فقال: أنا رجل صياد وقد علمت إشارته وأنتما نبيان لا تعلمان فقلنا لا نعلم الا ما علمنا الله عز وجل فقال: هذا الطائر يسمى مسلما لأنه إذا صاح يقول في صياحه مسلم وأشار برمى الماء من منقاره نحو المشرق والمغرب والسماء والأرض وفى البحر يقول يأتي في آخر الزمان نبي يكون علم أهل المشرق والمغرب والسماوات والأرض عند علمه مثل هذه القطرة الملقاة في هذا البحر، ويرث علمه ابن عمه ووصيه علي بن أبي طالب (ع) فعند ذلك سكن ما كنا فيه من التشاجر واستقل كل واحد منا علمه (1)
صفحه ۲۱