395

وخطب بروچيبال إليه ابنته على [225 أ] ابنه بهيمال «9» استدامة للألفة، وإماطة للفرقة، واستدفاعا للفساد، واستبقاء للسيوف في الأغماد. وسرح ابنه إليه على تنجزه عقد الوصلة، وشرط الاتشاج في اللحمة، والاشتراك في البيت والنعمة. فلما حصل الختن «1» في يده، جعله تحت قده وقيده، وطالبه بعوض ما ذهب له على يد والده. فعجز بروچيبال عن قصد قلعته، واقتياض بيضته، واستخلاص ابنه من أسار محنته. غير أن المنازعة لم تنفك بينهما قائمة إلى أن طلعت رايات السلطان على تلك الحدود، وأسفر «2» صنع الله له في المقصود [بعد المقصود] «3» فأما بروچيبال فلحق ببهوجذيو «4» - أحد المتعززين بحصانة المعاقل، وحزونة المداخل، وخشونة المواقل «5» - خلاصا لمهجته «6»، واعتياصا بزعمه على من «7» هم باقتصاص أثره. وأما چند راي فإنه استعد للمدافعة، واحتشد للممانعة، اعتزازا بوثاقة قلعته، ولو ثبت لا قتلعته، وإدلالا بمنعته، ولو وقف لا ختلعته.

فراسله «8» بهيمال بأن محمودا ليس من جنس أكابر الهنود «9»، وأمراء رجالهم السود. إن السلامة من مثله تغتنم، والجيش باسم أبيه يستهزم «10». وقد رأينا من كان أقوى منك حكمة، [225 ب] وأعلى أكمة، لم يقم لضربة من ضربات حدوده، ولم يف بهضبة من هضبات جنوده. فإن أردت الافتضاح فشأنك، أو الخلاص فغمض ما استطعت مكانك.

صفحه ۴۱۱