ذكر فتح قصدار
قد كان السلطان يمين الدولة «1» وأمين الملة يراعي ما يتجدد من أخبار الأخوين أيلك وطغان خان فيما تنازعاه من الأمر، فلما بلغه اشتجار ذات بينهما، استخار الله في قصد قصدار إذ كان صاحبها قد ألم بجانب المجانبة، وأخل بحمل مال المقاطعة، اعتزازا بمناعة مملكته، واغترارا بحصانة «2» الطرق المفضية إلى حلته.
وفصل السلطان عن غزنة إلى بست [في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعمائة] «3» موريا «4» بقصد هراة، حتى انتشرت الأخبار بعزمه، واستفاضت الأحاديث بظاهر أمره. ثم [181 أ] ركض إلى ناحية قصدار في المغلب الغلب «5» من رجاله، ركضة طوت تلك الجبال الوعرة، والمسالك الصعبة، فلم يشعر صاحب قصدار إلا بغلمان السلطان حول داره، قبل أن يكتحل بضوء نهاره، أو يحفل «6» بشد «7» إزاره. فنادى الأمان الأمان، وبرز فخدم السلطان. وألزمه السلطان [ب] خمسة عشر ألف ألف درهم من جملة ما كان ألظ «8» به من أموال عمله، فالتزمها، ونقد أكثرها.
صفحه ۳۳۳