308

واستأمن عنه إلى عضد الدولة جملة من رجاله، فحملهم وحباهم، ووصلهم [173 أ] ومناهم، فلما رأى أصحابه تباعد ما بين الأمرين، تألبوا عليه، وتنمروا له، وتحزبوا عنه، ونسل «4» من جملتهم صفقة واحدة ألف رجل من وجوه الديلم إلى معسكر عضد الدولة وهو بناحية اصطخر. وفسا الظربان «5» بين الآخرين فجعلوا يتسللون لواذا، ويتفرقون جميعا وأشتاتا، حتى انفض عنه «6» عامة أهل عسكره، وبقي في خاصة غلمانه وحاشيته، فاضطر إلى معاودة كواشير «7»، وأسرع منها بعياله، وبما خف عليه حمله من أثقاله وأمواله «8»، نحو بخارى لا يلوي على أحد دون الإغذاذ «9» في السير، وطي بساط الأرض بحوافر الخيل. فلما اتصل خبره بعضد الدولة، بادر على إثره إلى كواشير «1» فملكها «2»، واستصفى أموال آل إلياس بها، ثم استخلف عليها كورتكين «3» بن جستان ورجع عنها إلى فارس. ولما ورد اليسع ناحية خوست «4» من حدود قهستان، خلف أثقاله وغلمانه بها، وركب الجمازات «5» نحو بخارى للاستنجاد وطلب الإمداد، فلما وافاها قرب محله، ورعي له حقه، واستحضر مجلس الأنس تخصيصا بمزية الإكرام والأثرة، فلما قدر عليه سلطان الراح [173 ب] لم يتمالك أن قال مستبطئا: لو عرفت قعود الهمم بآل سامان عن إغاثة الراجين لها، واللاجئين إليها لطلبت غير هذه الحضرة ملاذا ومعتصرا.

فخشن مس هذا المقال منه، وأمر به فنفي إلى خوارزم. وبلغ أبا علي بن سيمجور حاله ومقاله، فبعث إلى خوست «6» بمن قبض على غلمانه وأمواله، فنقلهم وإياها إليه غنيمة خالصة عن أيدي الاعتراض والاشتراك.

صفحه ۳۱۹