196

وأنشدني أبو الفتح البستي في شرح ما دار بينه وبين ناصر الدين «1» لنفسه:

إذا شئت أن تصطاد حب أخي لب ... وتملك منه حوزة القلب والخلب

فأشركه في الخير الذي قد رزقته ... وأدخله بالإحسان في شرك الحب

ألم تر طير الجو تهوي مسفة ... لحب كقطر من ذرى الجو منصب

كذلك لا يصطاد ذو الرأي والحجى ... محبات حبات القلوب بلا حب

وكتب خلف بن أحمد بعد ذلك متنصلا عما عزي إليه، ومتبرئا مما نقم منه، فعفى ناصر الدين عما حك في صدره من أمره، وأغمض له عما امتاحه من قليب «2» قلبه، وغدير غدره، وثبت باقي عمره على مداراته وملاطفته إلى أن أتاه اليقين من ربه، فانتقل إلى جوار رحمته وعفوه.

وبلغ السلطان يمين الدولة وأمين الملة [111 ب] حله حبوة الزماتة «3»، بإظهار الشماتة، فاستنشد قول القائل:

قل للذي يبغي خلاف الذي مضى ... تجهز لأخرى مثلها فكان قد

ثم أسرها في نفسه مرتقبا لميقات الفرصة في الإيقاع به، والاستشفاء منه، إلى أن ورث ملك خراسان نقي الأطراف عن غبرات الخلاف، سليم الآفاق عن غبرات الشقاق.

صفحه ۲۰۴